عاجل
الجمعة 02 مايو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

معارك "جرابلس" الحدودية تطرح التساؤلات.. ما أهداف التدخل العسكري التركي في شمالي سوريا؟.. اللاوندي: داعش حُجة للتقرب من أمريكا.. فؤاد: لمساعدة الأسد.. أبوالسعد: يزيد الموقف غموضًا

اللواء نبيل فؤاد
اللواء نبيل فؤاد و الدكتور سعيد اللاوندي

بعد تدخل القوات التركية معززة بالدبابات وبغطاء جوي من الطائرات التركية ودول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى مدينة جرابلس السورية، آخر بوابة حدودية بين سوريا وتركيا كانت تحت سيطرة ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، الأمر الذي زاد من تعقد المشهد السوري، فتظهر بعض الأسئلة نتيجة التدخل التركي في الأراضي السورية، فما هي أهداف العملية التركية في شمال سوريا؟، وهل تنجح تركيا في منع إقامة كيان كردي في سوريا؟، وما توابع ذلك على المشهد السوري داخليًا وبوجه عام؟


"داعش" حُجة تركيا للتقرب من أمريكا

في البداية يقول الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستيراتيجية، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" إن "دخول القوات التركية معززة بالدبابات وبغطاء جوي من الطائرات التركية ودول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى مدينة جرابلس السورية الحدودية نهار 24 أغسطس 2016، آخر بوابة حدودية بين سوريا وتركيا، كانت تحت سيطرة ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية"، سيؤدي إلى تداعيات وخيمة في المنطقة".

وأضاف "اللاوندي" أن الرغبة التركية في التقرب من الولايات المتحدة الأمريكية بعد حادث الانقلاب الفاشل، يوضح توترات المشهد التركي الذي يتحجج بـ"شماعة" داعش للتدخل في سوريا كما ترغب أمريكا. موضحًا أن داعش صناعة أمريكية بالأساس للتدخل في العالم العربي والإسلامي، الذي سيكون جيدًا دخولها عبر البوابة الحدودية السورية التركية من خلال مساعدات تركية، تعكسها زيارة النائب الأمريكي لأردوغان والتشديد على يده.

وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن التدخل التركي بسوريا سيتسبب في أزمات وخيمة وإشعال الأزمة السورية، مؤكدا أنه ضرب بالمواثيق الدولية للأمم المتحدة عرض الحائظ، واقتحم حدود دولة أخرى فيما ترفضه المواثيق، ولكنه صورة لديكتاتور يعصف ببلده داخليًا ولن يتهاون في العصف الخارجي خصوصًا وإن كان مدعومًا من الغرب. 


لمساعدة الأسد

ومن الجانب الاستراتيجي، قال اللواء نبيل فؤاد، الخبير الاستراتيجي ومساعد وزير الدفاع السابق لـ"العربية نيوز" إن "هجوم تركيا على الأراضي السورية يرجع إلى رغبة أنقرة في القضاء على دولة الأكراد التي يتم تكوينها على الأراضي السورية والعراقية بمساعدات أمريكية".

وأضاف الخبير الاستراتيجي، أن تركيا بحربها على الأراضي السوريا تهدف إلى منع حلم الأكراد في الوصول إلى البحر المتوسط، مشيرًا إلى أنه إذا تم إعلان إنشاء دولة كردية سوف تقوم بإشعال حرب في حزب الأتراك التركي وحزب الأكراد في العراق.

وأكد "فؤاد" أن التدخل التركي في سوريا سوف يساعد السوريين لمحاربة الأكراد، مضيفًا أن بعض الدول العربية سوف تعتبر الأمر تدخلاً في الشأن السوري وتعديًا على الأراضي العربية، بينما سيوافق البعض الآخر على هذا التدخل، لأنه سيساعد بشار الأسد.


دخول تركيا لـ"جرابلس" يزيد موقفها غموضًا

ومن جانبه، قال طارق أبوالسعد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، إن مدينة جرابلس التي اقتحمتها القوات التركية بتأييد أمريكي تعتبر مدينة حدودية بين سوريا وتركيا، سيطرت عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، حيث كانت تعتبر جرابلس مأوى للتنظيمات الإسلامية المسلحة وهي نقطة مهمة في تسلل المقاتلين من تركيا إلى سوريا.

وأضاف الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن جرابلس ليست منطقة كردية وإن كان بها بعض الأكراد وكثير من العرب وبعض التركمان، موضحًا أن مهاجمة كتائب ودبابات تركية لتنظيم الدولة، وكتائب ووحدات من (الجيش الحر) المفحوص أمريكيا، وكتائب وبعض التشكيلات من الأكراد، بحيث يواجه هؤلاء الثلاث تنظيم الدولة بمساندة من الغطاء الجوي الأمريكي، يصاحبه صمت من الجانب الروسي، وآخر من الجانب السوري، مع أصوات منخفضة تمثل فقط اعتراض السياسة السورية عن انتهاك الجيش التركي للسيادة السورية بقوات تركية نظامية، يجعلنا نتساءل عن الجديد الذي دفع تركيا إلى مهاجمة تنظيم الدولة في جرابلس واستعادتها؟

وتابع "أبوالسعد" بأن طرد تنظيم الدولة من جرابلس، واحتلال المدينة من قبل (الجيش الحر السوري) المفحوص أمريكيا، ربما يجعل الأرض السورية تستقبل لاعبًا جديدًا في المشهد السوري بعناية أمريكية ودعم تركي، يقضي بكل تأكيد على أحلام الأكراد في التواجد، ويزيد مستقبل المشهد التركي غموضًا.