"أردوغان": روسيا تسعى لإقامة "دويلة الأسد" في "اللاذقية"

أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن اعتقاده بأن جهود ورغبة روسيا في المنطقة، هي إقامة "دويلة" للرئيس السوري بشار الأسد، في مدينة "اللاذقية"، زاعما أن الأسد "يسيطر على 14% فقط حاليًا من مساحة سوريا، وأما الباقي فهو خارج سيطرته تماما".
وأوضح "أردوغان" خلال مقابلة تليفزيونية مع قناة "العربية" بثت مساء اليوم أن الحل الوحيد للأزمة السورية، هو بيد الإرادة الوطنية للشعب السوري، التي لا يمكن تجاهلها أبدًا، معربًا عن اعتقاده أن الشعب السوري حاليًا "غير راض عن التطورات الأخيرة" (التدخل الروسي في سوريا)، ولفت إلى أن "النظام السوري يسيطر على 14% من مساحة البلاد حاليًا، وأما الباقي فهو بيد جهات أخرى منها تنظيم "داعش، والجيش السوري الحر، ومنظمات عديدة أخرى غيرهما".
وأردف قائلا إن "جميع تلك الجهات لها ثقلها هناك، ولكن الثقل الأساسي هو في اتحادها جميعا، باستثناء داعش، مع الشعب السوري، والإطاحة بهذا النظام وفرض إرادتها هناك، فروسيا حتى اليوم قتلت الكثير من الناس، وعلى رأسهم 800 مدني في العديد من المناطق، ومنها تلك التي يقطنها تركمان منطقة "بايربوجاق" بشمالي محافظة اللاذقية، ولا تزال تواصل ذلك دون رحمة".
وذكر أردوغان أن الروس أعلموه شخصيا أنهم لم يقصفوا المنطقة التي يقطنها تركمان "بايربوجاق" غير أن شمال "اللاذقية"، هي منطقة يوجد بها التركمان، مبينا أنه لدى بدء تلك الأحداث أخليت 22 قرية وتوجه سكانها إلى شمال سوريا على الحدود مع تركيا، وأشار إلى أن بلاده قامت بكافة التحضيرات من أجلهم ورغبت في استقبالهم بالمخيمات، التي أعدتها إلا أنهم قالوا "لن نغادر أراضينا، وإن كنا سنموت فنحن نريد الموت في أرضنا"، و"لا يزال أولئك داخل سوريا ونحن بدورنا نقدم لهم باستمرار المساعدات".
وأكد أن روسيا تستهدف ما أسماه بـ"المعارضة المعتدلة"، عوضًا عن داعش، وأنها إذا كانت استهدفت 100 شخص فإن 90 منهم من المعارضة المعتدلة وعشرة من داعش، مشددًا على عدم صحة الادعاءات الروسية باستهدافها لداعش، وعلى امتلاك تركيا إثباتات على ذلك.
وأوضح أنه لو وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على طلب تركيا بمكافحة داعش سويًا، لكانت الأمور مختلفة حاليا، معربا عن أسفه لتطور الوضع بشكل لا ترغب به بلاده، وأكد أن منظمة العفو الدولية أصدرت بيانًا حول استهداف الطائرات الروسية للمدنيين.
وعن منطقة آمنة بشمال سوريا، أوضح أردوغان، أنه بحث المقترح التركي حولها مع كافة البلدان قبل اجتماعات مجموعة العشرين وخلالها، قائلا: إن "أوروبا تخاف كثيرًا؛ لأن الخارجين من سوريا يتوجهون إليها عبر تركيا، لذلك قلت لهم هناك طريق لحل هذه المشكلة، وهو إعلان منطقة بعرض 98 كيلومترًا وعمق 45 كيلومترًا شمال سوريا، يمكن توسعتها، خالية من الإرهاب، كمرحلة أولى، ويمكننا عندها إسكان السوريين الراغبين بالخروج من بلادهم أو الموجودون في المخيمات التركية وراغبين بالعودة إلى وطنهم في تلك المنطقة".