عاجل
الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"الأمم المتحدة" تنتظر 9 مليارات دولار من مؤتمر لندن لتمويل مساعدات "مضايا"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أعلن اليوم مسئولو الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية تنتظر من مؤتمر لندن الذي انطلق اليوم توفير التمويل اللازم لتوفير المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين داخل وخارج سوريا وأيضا مساعدة ودعم الدول المحيطة المستضيفة لهؤلاء اللاجئين السوريين. 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، لتسليط الضوء على مؤتمر مساعدة سورية والمنطقة الذي تستضيفه اليوم العاصمة البريطانية لندن ويجمع قادة من أنحاء العالم من أجل توفير التمويل الضروري للاحتياجات الإنسانية للأزمة السورية التي تعتبر حاليا أكبر أزمة إنسانية في العالم خلفت الملايين ممن حُطمت حياتهم بسبب الحرب الأهلية المدمرة.

وأوضح إياد نصر المسئول الإعلامي بمكتب تنسيق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن الأمم المتحدة تعمل في داخل سوريا منذ بداية النزاع الذي لم يتوقع أحد أن يمتد طوال كل هذه السنوات.

وأضاف أن الأمم المتحدة أطلقت نداءات متعددة لتمويل المساعدات إلى سوريا، حيث تم دعوة 70 دولة للمشاركة في مؤتمر لندن حول المساعدات من أجل سوريا، لتوفير التمويل اللازم المقدر بنحو 7.7 مليار دولار، بالإضافة إلى تمويل إضافي بمبلغ1.23مليار دولار تطلبها الدول المستضيفة للاجئين. 

وتابع إياد أن مؤتمر لندن سيتناول الشأن السوري من حيث النزوح والعمل والتعليم وتعزيز فرص العمل للاجئ السوري في المجتمعات المضيفة له، مؤكدا أن القضية السورية شأن عالمي يتطلب تكاتف دول العالم ومواقف سورية للتوصل إلى حل للقضية السورية وإنهاء معاناة الشعب السوري.

وأشار إياد نصر إلى أن مؤتمر لندن لا يناقش الأبعاد السياسية اللازمة ولكن الدول المشاركة عليها العمل من أجل الضغط على الأطراف المعنية بالنزاع للتوصل إلى حلول سياسية وضرورة الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين في مناطق النزاعات.

ومن جانبه، قال نعمان الصياد المستشار الإعلامي لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي الإقليمي أن الأزمة السورية لا تؤثر فقط على الداخل السوري وإنما على خمس دول محيطة نتيجة اللاجئين وهي تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق، فواحد من كل أربعة يعيشون في لبنان هو سوري، والعدد في الأردن أقل قليل.

وأضاف أن هناك خطة للتدخل الإنساني داخل سوريا وتحتاج 3.18 مليار، والخطة للدول المضيفة للاجئين خارج سوريا تحتاج إلى 4.55 مليار دولار لعام 2016.

وأشار الصياد إلى أنه لا يمكن أن يتم التعامل مع الأزمة السورية على أنها أزمة عابرة ويجب البدء في التنمية داخل سوريا وعدم الاكتفاء بالمساعدات الإنسانية من مأكل ومأوي، بل يجب توفير فرص العمل والخدمات الأساسية لإعطاء الأمل وصون الكرامة. 

وأضاف إياد أن الأمم المتحدة تسعى من خلال مؤتمر لندن إلى توفير دعم إضافي ومتعدد السنوات لدعم التنمية في سوريا.. وشدد على أنه لا يمكن في النهاية حل الأزمة الإنسانية السورية دون إيجاد تسوية سياسية لهذه الأزمة.

ومن جنيف، قال فراس كيال مسئول العلاقات الخارجية لوكالة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين: إن لدينا أكثر من 4ملايين و700 ألف لاجئ سوري مسجلين في الدول المجاورة ووصل الوضع إلى حد الإشباع في دول الجوار والكثير من هؤلاء اللاجئين لا يحصل على الخدمات الأساسية ويواجهون وضع صعب في دول الجوار.

فضلا عن 6.5 مليون نازح سوري داخل سوريا. مما يعكس أن الأزمة السورية من أكبر الأزمات التي ظهرت في المنطقة والتي تعاملت معها المنظمات الدولية وسيكون الوضع أكثر صعوبة ما لم يتوافر التمويل اللازم الذي يصل إلى 8 أو 9 مليارات دولار.

وشدد أيضا فراس كيال أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للازمة، لافتا إلى أن الخطة التي أطلقتها الأمم المتحدة والتي تنتظر من مؤتمر لندن أن يقدم التمويل اللازم لها، هي خطة لمساعدة اللاجئين السوريين وأيضا الدول المجاورة المستضيفة لهم. 

وضرب المثل بتأثر لبنان والأردن البالغ من ضغط اللاجئين السوريين الأمر الذي يصل على حد التهديد بزعزعة استقرار الدولة نفسها والضغط على خدماتها من تعليم وصحة مياه وكهرباء.

وأوضح أنه تم الوفاء العام الماضي فقط ب57% من المساعدات المطلوبة.

ومن عمان، قالت جوليت توما من المكتب الإقليمي لمنظمة اليونيسيف في الأردن، إن هناك مبادرة لتعزيز حق 3ملايين طفل سوري في التعليم خلال عام 2016 /2017، وتستهدف توفير 1.4 مليار دولار لمساعدة الأطفال الذين تسربوا من التعليم نتيجة النزاع ويصل عددهم إلى مليوني تلميذ داخل سوريا و800 ألف خارج سوريا.. محذرة من أن هذه الأعداد في تزايد مستمر نتيجة استمرار الحرب واستهداف المدارس والمدرسين، حيث إن هناك 52 ألف عامل في مجال التعليم تركوا وظائفهم نتيجة القتل أو النزوح أو اللجوء إلى خارج سوريا.

وأضافت جوليت توما أن هناك أيضا مشروع للتعليم الإلكتروني يخدم الطلبة السوريين ولكنه يواجه مشكلات لوجيستية داخل سوريا نتيجة عدم توافر خدمة الإنترنت داخل سوريا، لكن يجري بحث الاستفادة من هذا المشروع لخدمة الطلبة السوريين اللاجئين في الأردن. 

وقالت مروة هاشم من مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين إن نحو مليون لاجئ غير شرعي لجأوا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، نصفهم من السوريين، مما يتطلب استراتيجية واضحة من الاتحاد الأوروبي لمعالجة الأزمة وأيضا مساعدة الدول التي يقدم منها هؤلاء اللاجئين.

تشترك المملكة المتحدة وألمانيا والكويت والنرويج والأمم المتحدة في إستضافة هذا المؤتمر بهدف جمع قدر كبير من التمويل الجديد لتلبية الاحتياجات الفورية وعلى الأجل الطويل للمتضررين من الأزمة.

فنداءات الإغاثة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة في عام 2016 تقدر بـ7.73 مليار دولار.

وهناك حاجة إلى 1.2 مليار دولار إضافية تطلبها الحكومات في المنطقة لتكون جزءا من جهودها الوطنية في استضافة اللاجئين السوريين، وهو ما يرفع احتياجات التمويل إلى 8.96 مليار دولار.

يذكر أن هناك أكثر من 13 مليون سوري في حاجة إلى المساعدة داخل سوريا، وأكثر من4 ملايين سوري في حاجة إلى المساعدة خارج سوريا في الدول المجاورة.