"الطيب" في زيارة تاريخية لإندونيسيا.. شوارع جاكرتا تتزين لاستقبال شيخ الأزهر.. ويؤكد: القتال في سوريا "حرب بالوكالة" بين أمريكا وروسيا وليس السنة والشيعة

في زيارة تاريخية وصل شيخ الأزهر أحمد الطيب للعاصمة الإندونيسية جاكرتا ورئيس مجلس حكماء المسلمين، تستمر 5 أيام من أمس الاثنين وحتى يوم الجمعة القادم، حيث شملت الزيارة كلمة لشيخ الأزهر بجامعة خلال لقائه مع علماء أندونيسيين فى زيارته التفقدية لمركز الدراسات القرآنية بجاكرتا برئاسة الدكتور محمد قريش شهاب.
كما شملت زيارة الطيب لجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية، وألقى الدكتور زين المجرى محافظ جيناوا إحدى الولايات الأندونيسية والحاصل على الدكتوراه من كلية أصول الدين بالأزهر كلمة رابطة خريجى الأزهر بأندونيسيا، واصفًا زيارة الإمام الأكبر للجامعة بلقاء الإمام بطلابه من خريجى الأزهر من سنوات عديدة.
كما تقرر عقد اجتماع المجلس التنفيذي لمجلس حكماء المسلمين السبت المقبل في العاصمة الإماراتية أبوظبي لبحث ملف المصالحة الصومالية.
المفتى خلال لقائه بعلماء إندونسيا
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إن "الحرب فى سوريا ليست بين السنة والشيعة بل بين أمريكا وروسيا"، مبينا أن الشيعة والسنة أخوة ولم يعرف التاريخ أي خلافات بينهما.
وجدد الإمام الأكبر- خلال لقائه مع علماء أندونيسيين فى زيارته التفقدية لمركز الدراسات القرآنية بجاكرتا برئاسة الدكتور محمد قريش شهاب - رفضه لمحاولات تشييع الشباب السنى فى بلاد أهل السنة، منتقدًا ما تقوم به بعض القوى التى تتبنى المذهب الشيعى.
لا نهضة دينية مع جهل وفقر وتخلف علمي"
ووجه الدكتور الطيب نداءه لكل الشعوب العربية والإسلامية بنسيان ما بينها من حروب وخلافات طائفية أو مذهبية وبناء مفاهيم عامة يشترك بها الجميع وتنظيم البيت الداخلى أولاً والتركيز على تحقيق تنمية شاملة حقيقية.. قائلاً "لا نهضة دينية مع جهل وفقر وتخلف علمي".
وطالب بتخصيص مجموعات عمل عربية تسعى لتحقيق التقدم التكنولوجى فى العالمين العربي والإسلامي والاهتمام بعلوم الطب والهندسة من أجل مستقبل أفضل.
زيارة الطيب لجامعة هداية الإسلامية
احتفلت جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية فى جاكرتا على المستويين الرسمى والشعبى بزيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية فور وصوله للجامعة، فى إطار زيارته التاريخية الحالية لأندونيسيا وبرفقته وفد مجلس حكماء المسلمين وسفير مصر فى أندونيسيا بهاء دسوقى.
تزيين الشوارع بالأعلام احتفالاً بالطيب
تزينت الشوارع المؤدية إلى مقر الجامعة الإسلامية بأعلام مصر وصور الإمام الأكبر، فيما اصطف أفراد الموسيقى العسكرية على جانبى مدخل الجامعة للترحيب بالإمام الأكبر والوفد المرافق له، وكان فى مقدمة مستقبلو الإمام الأكبر ومرافقيه الدكتور ديدى رشادى رئيس الجامعة والدكتور قريش شهاب وزير الأوقاف السابق ورئيس فرع الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بأندونيسيا وعينين رحمى رئيس البلدية وعدد من المسئولين الأندونيسين.
معرض لكتب الإمام الطيب
وأقامت الجامعة وفرع الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بجاكرتا معرضًا لبعض كتب الإمام الأكبر ومؤلفاته مترجمة باللغة المحلية وصور ومطبوعات لأئمة الأزهر منذ نشأته وحتى الآن تعبيرًا عن قيمة الأزهر جامعًا وجامعة.
كما كان فى استقبال الإمام الأكبر بالقاعة الكبرى بالجامعة نحو 600 طالب وطالبة من خريجى الأزهر من سنوات عديدة وهم أعضاء الرابطة العالمية لخريجى الأزهر وقد رددوا الهتافات المرحبة بالإمام الأكبر فيما حرص بعضهم على التقاط الصور التذكارية مع فضيلته.
ورحب رئيس الجامعة الدكتور ديدى رشادى بالإمام الأكبر مشيدًا بدور الأزهر التاريخى فى أندونيسيا ومكانته الدينية والعلمية مثمنا علاقات مصر بأندونيسيا حيث كانت مصر أول دولة فى العالم تعترف باستقلال أندونيسيا وتضم أكبر مراكز العلم الشرعى والعلمى ويتم التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات الجينية.
كلمة الطيب الترحيبية بالطلاب
وأشار فى كلمة ترحيبية إلى ارتفاع عدد خريجى الأزهر من طلاب وطالبات أندونيسيا إلى الآلاف ساهموا فى نهضة بلدهم فى مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وأوضح أن الجامعة الإسلامية تضم 10 كليات شرعية وإنسانية وعلمية منها الدراسات الإسلامية والعربية وهى الوحيدة على مستوى أندونيسيا تطبق النظام الأزهرى وبلغ عدد طلاب الجامعة أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة وهى من أكبر الجامعات الحكومية فى أندونيسيا.
وألقى الدكتور زين المجرى محافظ جيناوا إحدى الولايات الأندونيسية والحاصل على الدكتوراه من كلية أصول الدين بالأزهر كلمة رابطة خريجى الأزهر بأندونيسيا، واصفًا زيارة الإمام الأكبر للجامعة بلقاء الإمام بطلابه من خريجى الأزهر من سنوات عديدة.
وأشار إلى أن الأزهر محفور فى قلوب الأندونيسيين باستقامته ووسطيته وخدماته للمسلمين جميعًا خاصة فى أندونيسيا، وقال "نحن نفتخر بانتسابنا للأزهر ونتعهد بالسير على منهج الأزهر والعطاء للأمة ولمصلحة بلدهم وسنبذل كل الجهد لحمل رسالة الأزهر"، كما أشار إلى أن خريجى الأزهر بأندونيسيا يشغلون أرفع المناصب ويساهمون فى رفعة بلدهم.
ناشد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين عقلاء العالم وحكماءه وأحراره بالعمل على حل مشكلات اضطهاد غير المسلمين للمسلمين في الشرق وفي الغرب أيضًا، حتى يتحقق الأمن ويَعُمَّ السلام، وتَنعمَ الإنسانيةُ شرقًا وغربًا.
كما ناشد الإمام الأكبر- في كلمته إلى العالم الإسلامي التي ألقاها من جامعة شريف هداية الإسلامية الحكومية الأندونيسية بجاكرتا في إطار زيارته الحالية لأندونيسيا مع وفد مجلس حكماء المسلمين- علماء الأُمَّة ببذل المستطاع من الطاقة والقوة والجهد، والتناصح من أجل الحفاظ على وحدة الأمة وصيانة عقائدها من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وحذر من أن التعصب للخلافيات والفتاوى الغريبة قد أسهم كثيرًا فيما وصلت إليه الأُمَّة الآن من انقسام وتنازع وفشل، وفتح الباب على مِصرعيه للتدخلات الخارجية بمخطَّطاتها الماكرة لتعبث ما شاء لها العبث بأمور المسلمين.
إرسال القوافل للتخفيف من معاناة المسلمين في بورما
وأكد المجلس- خلال اجتماعه بجاكرتا على هامش زيارته لأندونيسيا- أن إرسال هذه القوافل يستهدف التخفيف من معاناة المسليمن في بورما، إضافة إلى السعي لإرساء دعائم السلام المجتمعي والتعايش المشترك، مجددًا تضامنه مع المسلمين المضطهدين في بورما.
السبت القادم اجتماع في الإمارات لبحث ملف المصالحة الصومالية
وتقرر عقد اجتماع المجلس التنفيذي لمجلس حكماء المسلمين السبت المقبل في العاصمة الإماراتية أبوظبي لبحث ملف المصالحة الصومالية والتي يسعى المجلس من خلالها إلى رأب الصدع بين الفرقاء الصوماليين وتحقيق السلام في هذا البلد العربي المسلم الذي يعاني ويلات الحروب منذ سنوات.
ورافقه خلال الزيارة وفد أزهرى رفيع المستوى يتكون من الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، والمستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر، والدكتور عبد الفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين، والسفير عبد الرحمن موسى، مسئول الطلاب الوافدين، إضافة إلى أعضاء مجلس حكماء المسلمين والأمين العام للمجلس الدكتور على النعيمى.