عاجل
الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بالصور.. تفاصيل منتدى حوار الثقافات.. "النمنم": لا يوجد مجتمع مائل للسلام بطبعه.. نمر بمرحلة صعبة لكن الشعب قادر على اجتيازها.. وعمار علي حسن: لا توجد مدينة بلا عنف

  منتدى حوار الثقافات
منتدى حوار الثقافات

تفاصيل منتدى حوار الثقافات..
الوزير: لا يوجد مجتمع مائل للعنف أو السلام بطبعه.. 
ونحن نمر بمرحلة صعبة لكن الشعب المصري قادر على التغلب عليها..
وعمار على حسن: لا توجد مدينة بلا عنف
قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، أنه لا يوجد مجتمع مائل للعنف أو السلام بطبعه، فالعنف غريزة مجتمعية، وشهد المجتمع المصري في تاريخه موجات من العنف، وقد اكد ذلك عبداللطيف البغدادى، عندما أشار إلى أنه في فترات عدم الفيضان، عاشت مصر موجهات عنف شديدة.

واضاف خلال منتدى حوار الثقافات "السلام المجتمعي حول دور المجتمع المدني فى مواجهة العنف"، والذي أقيم في مدينة الإسكندرية، صباح اليوم، "نحن في لحظة يوجد بها عنف، بأشكاله المختلفة، فاحصائيات المركز القومي للبحوث تؤكد ارتفاع العنف الأسري والاجتماعي فى العقود الاخيرة، فضلًا عن العنف الديني، فمنذ منتصف السبعينات، انتشرت الموجات إرهابية، والتي نتجت عن فهم خاطئ للدين".

وتابع:عنف مجموعات "المتاسلمين"، ظهر نتيجة تراكمات اجتماعية وسياسية، وتراكمات فى الفهم للوصول للنصوص الدينية، وفى الشهور الاخيرة هناك بعض مظاهر الاحتدام الطائفي، فى المنيا وبعض المحافظات، على الرغم من ان واحدة من ايجابيات ثورة 25 يناير، انها قضت على موجات الفتنة الطائفية عندما رأينا فى ميدان التحرير لحظات انصهار ما بين كل أبناء المصريين، ورأينا المسيحيين المصريين خرجوا من نطاق الكنيسة إلى حضن الدولة المصرية.

واستكمل: مصر في الأربعينيات عاشت نفس المواجهة وآخر سنوات الملك فارق رغم أنه كان النظام ضعيف، لكنه نجح في مواجهة الظاهرة، وهو الأمر نفسه في عام 54، حيث كان النظام السياسي هش جدًا، إلا ان الدولة تمكنت من مواجهة التنظيمات الإرهابية، وحاليًا كل يوم وزارة الداخلية والقوات المسلحة تواجه التنظيمات الشرسة.

وأضاف الوزير: حتى نتغلب على العنف، لا بد أن نتخذ خطوات هامة، لأن لدينا مشكلة ثقافية وتعليمية كبرى، فهناك ضرورة الى تطوير التعليم الأزهري، والذى ينافس بقوة التعليم المدنى، ولا بد من إعادة النظر فى كل ما يتم تدريسه للأطفال، ولا بد من عودة إرسال البعثات العلمية فى العلوم الإنسانية، بالجامعات المصرية، لأنه من توقف الجامعات المصرية ارسال بعثات للخارج وأصبحنا فى عزلة تاريخية عن العلوم الإنسانية العالمية، ونعيش على تراث الأجيال السابقة من الباحثين.

وقال الوزير "تجربة الصراع الثقافي في الثمانينات أحدثت فجوة واسعة بين ما هو مدني وما هو ديني"، وعلينا أن نستعين بتجربة الأربعينات عندما شغل المثقفون والكتاب أنفسهم بالفقه الإسلامي، وقدموا فيها الكثير مثل الدكتور طه حسين "الفتنة الكبرى"، ومحمد حسين هيكل "حياة محمد"، "فى منزل الوحي"، العقاد وأحمد أمين"، ولكن مع الأسف الشديد في العقود الأخيرة لم يحافظ المتعلمين على هذه المعادلة، وحدث تباعد شديد أدى إلى صراعات وسوء فهم نعيشه وتم استغلاله من جماعات التيارات الدينية المتشددة، وانا اعتبراهم جميعا ينبعوا من شجرة واحدة.

وأكد الوزير، أن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول تجديد الخطاب الديني، لا بد أن يقترن بالتطبيق العملي، وليس التجديد النظري فقط، ففى الثمانينات، عندما تم اتخاذ قرار دخول الفتاة المصرية الجامعة، كان نوعا من التجديد، ودخول المرأة العمل، تجديد، وعندما فتح العمل السياسي للمرأة كنابة وزيرة، كان تجديدًا، لكن هذه الحال تراجعت.

واختتم كلامه قائلا "صحيح فى عنف وجرائم لكن ليس هذه هى المرة الاولى التى عاشتها مصر، ففي خلال ثورة 19، كان هناك من يطالب بالاستقلال والدستور، وكانت هناك ريا وسكينة، وعشرات العصابات الشبيهة بها، نحن نمر بفترة صعبة، لكن الشعب والدولة المصرية قادرة على ان يتغلب عليها".

وقال الدكتور عمار علي حسن "لم يشغل البشر بعد الله والحب، أكثر من العنف، فقد صاحب وجود الإنسان منذ بدأ الخليقة، وورأينا صراع القبائل وصراع الدول على المواد الخام وطرق التجار، فضلًا عن صراع الطبقات، وهناك صراع الهوية الدينية والذي يعد أشد الصراعات فتكا، على الرغم من أن الله عندما أنزل الأديان، أنزلها لإسعاد البشر ونشر المحبة والسكينة.

وأضاف: الاضرابات والمظاهرات والحربو تعد نوعا من انواع العنف، لهذا فإن العنف ليس شرًا خالصًا فإذا كان هناك عنف مدمر يجب تجنبه، فان قليل من العنف يأتي بالعدالة.

وتابع: لا يمكن أن نتحدث عن مواجهة العنف الاجتماعي قبل الحديث عن تعسف السلطة، لأن هذا العنف، ينتج عن قرارات السلطة، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن نتحدث عن مجتمع بلا عنف، فالمدينة الفاضلة خيال، لهذا فان الحديث لا بد أن يدور حول "مجتمع قليل العنف".

واستكمل: القضاء على العنف لن يكون مرة واحدة، وإنما بالتدرج والزحف حتى نحقق مجتمع السكينة، ولا يجوز أن نقول إن هذا المجتمع عنيف، فهذه مسألة نسبية، ولا بد من الاستفادة من الخبرات الإنسانية فى مواجهة العنف، مع التأكيد ان مخاصمة العلم غاية في الخطورة.

واختتم كلامه قائلا "مواجهة العنف ليست مسئولية الشرطة والقوات المسلحة وحدها، وإنما لا بد من مشاركة خبراء التعليم والفلاسفة والمجتمع المدنى والأحزاب، فلكل منهم دور، حتى نستطيع حشد كل الامكانات مع التأكيد أن قوة الدفع الراغبة في التغيير للأفضل لن تتوقف وأن العودة إلى الماضي مستحيلة.

شارك في الندوة كل من الكاتب صلاح سالم والدكتور أندريا زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، والدكتور عمار على حسن، وأدارها الكاتب حامد ابو أحمد، وكان من الحضور الدكتور فتحي أبوعيانة، والدكتور طلعت عبدالقوي والنائبة نشوى الديب.