المهرجانات الثقافية.. رسالة تونس لتنشيط السياحة ومواجهة التطرف

"الثقافة ضد الإرهاب".. إحدى العبارات والرسائل التي ظهرت مؤخرًا عبر الإعلام التونسي، للترويج للمهرجانات الثقافية التي تشهدها البلاد، خلال الفترة الحالية، وكذلك للمقاصد السياحية العريقة التي تتميز بها تونس الخضراء.
ومن المعروف أن ثقافة المهرجانات أو المهرجانات الثقافية التونسية، هي أبرز ما تتميز به البلاد، التي دائمًا ما تشهد إقبالاً كبيرًا من المواطنين، وكذلك السائحين الراغبين في التعرف على أحد أعرق الثقافات العربية، ويبدو أن العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس في الآونة الأخيرة، أدت إلى انخفاض حركة السياحة، الأمر الذي دفع التونسيين إلى الترويج للسياحة في بلادهم، من خلال المهرجانات الثقافية الصيفية، حيث يقام ما يقرب من 15 مهرجانًا على مدار العام.
ويرى التونسيون، أن العروض الثقافية في المهرجانات ربما تكون سلاحًا لإصلاح الصورة التي خلفها الإرهاب عن تونس، ما دفع إلى استخدام مجموعة عبارات من بينها "محاربة الإرهاب بالفرحة"، لتعد بمثابة رسالة طمأنة للسائحين وراغبي المقاصد السياحية، للتأكيد على أنهم لا يخافون الإرهاب.
وفي هذا الصدد، أعرب أشرف سعيد، طبيب تونسي، عن أمله في زيادة التعاون بين وزارتي الداخلية والثقافة، لزيادة تأمين السهرات الفنية من خلال زيادة الوحدات الأمنية وتشديد الإجراءات، قائلا: "لن يهزمنا الإرهاب بل قادرون على مواجهته".
وكانت تونس قد شهدت عمليات إرهابية خلال هذا العام، أسفرت عن انخفاض مؤشرات السياحة، الأمر الذي دفع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، إلى فرض حالة الطوارئ لمدة 30 يومًا ثم تمديدها في 3 أغسطس الحالي لشهرين آخرين.
ويأمل أشرف ألا يكون هناك مد آخر للطوارئ، معتبرًا أن المهرجانات أكبر متضرر من إعلانها، لأنها تبعث برسالة خوف إلى السائحين.
مواطن تونسي آخر، وهو رأفت حسين، يقول إن "إقامة المهرجانات في مختلف ولايات تونس تخلق حالة من السعادة وتعتبر فرصة للتونسي للخروج والتمتع بالعروض"، مضيفًا أنها فرصة أيضًا للسائح للترفيه والتعرف على الثقافة التونسية، مطالبًا بتخفيض قيمة تذاكر الدخول للمهرجانات لزيادة أعداد الزائرين.
من جانبها، قالت وزيرة الثقافة، لطيفة الأخضر: "إن الإقبال على العروض الثقافية يمثل تحديًا للإرهاب، فالشعب التونسي وذاكرته أكبر من الإرهاب، مطالبة المجتمع المدني والمثقفين والمبدعين بتشجيع معجبيهم على ارتياد المهرجانات والعروض الفنية، ما يعد تحديًا حقيقيًا للإرهاب وصفعة له".
ويعتبر مهرجان قرطاج من أهم وأكبر المهرجانات في تونس، الذي يجمع بين الثقافتين الشرقية والغربية، ويضم 23 سهرة فنية تجمع بين الكوميديا الموسيقية والموسيقى الكلاسيكية والشرقية والتركية والأفريقية والموسيقى التونسية الأصيلة والعالمية، وعروض السيرك والفنون الرقمية والبصرية وغيرها.
ويشارك في المهرجان 20 دولة هي: تونس ومصر وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا وألمانيا وأسبانيا وتركيا ولبنان وفلسطين وجنوب أفريقيا ومالي وبولونيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا واليونان وباكستان والهند والصين.
ويبدو أن سلسلة المهرجانات التي تشهدها تونس على مدار العام، تسعى لجذب أكبر عدد من السياح، كما تريد أن تصل برسالة إلى العالم كله وهي أن الثقافة التونسية هي سلاح البلاد لمحاربة التطرف والإرهاب.