عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

هل ترغب إيران فى التفاوض ؟



خرج علينا قبل أيام إبراهيم رئيسي الرئيس الجديد لإيران ليعلن ترحيب طهران بجولة جديدة من المفاوضات حول البرنامج النووى ، ولكن كعادة إيران دس السم فى العسل ، استكمل رئيسي حديثه مؤكدا ان الترحيب بالتفاوض يحمل شرطا اساسيا وهو عدم وجود ضغوط غربية على إيران .

تصريح مبهم من قبل رئيسي يحمل فى طياته العديد من التساؤلات حول ماهية الضغوط التى تحديث عنها الرئيس الإيرانى ، هل يتحدث عن العقوبات الأمريكية ، أم منظومة الصواريخ البالستية ، أم مليشيات إيران فى المنطقة العربية

بالنظر إلى الوضع الحالى نجد أن طهران لديها اشكالية اقتصادية على المستوى الداخلى ، ولديها ايضا مشكلة كبرى فى التعامل مع دول الجوار خاصة بعد تفاقم الأوضاع فى أفغانستان ، وهو ما دفع وزير الخارجية الإيرانى لزيارة الدوحة اليوم السبت ليبحث مع المسؤولين فى الدولة شكل التعامل بين طهران وطالبان ، يضاف إلى ذلك الازمات الاقتصادية التى تمر بها لبنان وتؤثرسلبا على حزب الله ، بالاضافة إلى السعي العربي نحو عودة العراق إلى طريقها الصحيح بعيدا عن اذرع إيران .

كل هذه المشكلات جعلت طهران ترغب فى الجلوس مره أخرى على طاولة التفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووى ، والذى يعنى رفع العقوبات عن طهران وبالتالى الافراج عن عشرات المليارات لصالح الخزانة الإيرانية وهو ما سيجعل إيران تستطيع انقاذ مليشياتها من ناحية وان تنعش الاقتصاد الإيرانى داخليا بشكل نسبي ، فضلا على تثبيت اقدام المحافظين فى الحكم إذا تم الوصول إلى اتفاق جديد .

ولكن إيران تخشي مجموعة نقاط ولذلك لا ترغب فى الحديث عنهم على طاولة التفاوض ، الأول هو البرنامج الصاروخى البالستي ، وهنا طهران قد تتفاوض حول هذا البرنامج ولكن يكون تفاوض لاحق على الاتفاق النووى وتفضل طهران أن يكون تفاوض مباشر مع الولايات المتحدة دون تدخل من دول الاتفاق النووى فى اوروبا .

ام الأمر الثانى الذى ترفضه طهران جملة وتفصيلا ولا تريد الحديث فيه سواء مع مجموعة 5+1 أو مع الولايات المتحدة الأمريكية منفصله هو المليشيات المسلحة فى الدول العربية كالعراق وسوريا واليمن ولبنان ، فتلك المسألة بالنسبة لإيران تعنى سقوط الدولة وتعنى تخلى إيران عن حلمها الأكبر فى تأسيس الامبراطورية الفارسية ، لذلك سيكون هذا الملف بعيد كل البعد عن الموافقة الإيرانية .

ومن هذه المعطيات يمكن القول بأن الدول الاوروبية مهتمه بالوصول لإتفاق مع طهران ، والولايات المتحدة ترغب ايضا فى ذلك ولكنها تريد وضع الصواريخ البالستية فى صياغة اتفاق ، ولا يوجد اى من الأطراف سواء الاوروبية أو الأمريكية يعتنى بمسألة المليشيات الإيرانية بالدول العربية ، خاصة وان إيران لا تعتدى على مصالح تلك الدول فى المنطقة ، قد تتحدث واشنطن عن سلوك إيران ارضاء للحلفاء من الدول العربية ولكنها لن تضغط على إيران فى مسألة تغيير السلوك العدائي فى المنطقة مادامت مصالح واشنطن تسير وفق ما هو متفق عليه .