عاجل
الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

مشروع جدلي.. تواصل جديد بين البشر وحيواناتهم عبر الذكاء الاصطناعي

أرشيفية
أرشيفية

بدأ فريق من الباحثين في الذكاء الاصطناعي والعلوم السلوكية استعداداتهم لإطلاق أول مركز علمي في العالم يعنى بدراسة وعي الحيوانات، بهدف فهم كيف يتواصل البشر مع حيواناتهم الأليفة.

ويحمل المركز اسم "جيريمي كولر لوعي الحيوانات"، وتبلغ تكلفة تأسيسه 4 ملايين جنيه إسترليني. وسيبدأ نشاطه رسميا في 30 سبتمبر المقبل من مقره في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE)، ويضم باحثين من تخصصات متعددة.

ومن بين أبرز مشروعات المركز الطموحة، مشروع علمي يستهدف استكشاف كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة البشر على "التحدث" مع حيواناتهم الأليفة، مع دراسة التحديات والمخاطر المحتملة، ووضع معايير لضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لهذه التكنولوجيا الحساسة.

وقال البروفيسور جوناثان بيرش، المدير المؤسس للمركز، في تصريح لصحيفة الغارديان: "نحن نميل إلى إسقاط سمات بشرية على حيواناتنا الأليفة، ومع تطور الذكاء الاصطناعي، قد نرى طرق تواصل جديدة تماما معها. لكن الخطر يكمن في أن هذه الأدوات قد تولّد ردودا زائفة ترضي المستخدم بدلا من أن تكون قائمة على الواقع".

وأضاف: "استخدام هذه التقنيات في رعاية الحيوانات دون رقابة أو فهم علمي دقيق قد يؤدي إلى نتائج كارثية. لذا نحتاج بشدة إلى تطوير أطر تنظيمية وأخلاقية لضمان سلامة استخدامها، خاصة في ظل غياب أي تنظيم فعلي لهذا المجال اليوم".

ويسعى المركز الجديد إلى صياغة مبادئ توجيهية أخلاقية تُعترف بها عالميا، بالتعاون مع منظمات غير حكومية، لتقنين وتوجيه الأبحاث المستقبلية المتعلقة بوعي الحيوانات وتأثير الذكاء الاصطناعي عليها.

ومن جانبها، قالت البروفيسورة كريستين أندروز، عضو مجلس أمناء المركز، إن هذا المشروع قد يفتح آفاقا غير مسبوقة لفهم طبيعة الوعي الإنساني نفسه.

وأوضحت: "لا نزال نجهل تماما ما الذي يجعل الإنسان واعيا، أو لماذا يظهر الوعي لدى بعض الكائنات ويغيب عن غيرها. لكن التاريخ العلمي يثبت أن دراسة الكائنات الأبسط غالبا ما تكون المفتاح لفهم الظواهر المعقدة — كما حدث في علم الجينات والطب".

أما الباحث جيف سيبو، مدير مركز حماية البيئة والحيوان بجامعة نيويورك، فقد وصف هذه المبادرة بأنها "ضرورية وملحّة"، مشيرا إلى أن العالم يتجاهل بشكل كبير قضايا الإحساس والرفاه لدى الحيوانات.