عاجل
الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

اكتشاف مجاري أنهار قديمة تحت جليد شرق أنتاركتيكا

أرشيفية
أرشيفية

اكتشف جيولوجيون أوروبيون وصينيون،باستخدام أجهزة الرادار عددا كبيرا من مجاري الأنهار القديمة التي كانت تتدفق على سطح شرق القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) قبل أن يبدأ تجمد سطحها.

وقد حدثت هذه الظاهرة قبل نحو 34 مليون سنة، وفقا لما أفادت به دائرة العلاقات العامة في جامعة "دورهام" البريطانية، مشيرة إلى أن هذا الاكتشاف سيساعد العلماء في التنبؤ بدقة أكبر بكيفية تحرك الأنهار الجليدية التي تغطي تلك المجاري القديمة.

وقال جاي باكسمان، الباحث في جامعة "دورهام": "تعد تضاريس القارة القطبية الجنوبية، المخفية تحت طبقات سميكة من الجليد، من أكثر الظواهر غموضًا وإثارة للاهتمام في النظام الشمسي. وعندما بدأنا دراستها باستخدام صور الرادار، اكتشفنا العديد من المناطق المسطحة التي كانت سهولًا نهرية.
ويشهد مظهرها البكر على أن الأنهار الجليدية لا تدمر مثل هذه التشكيلات التضاريسية، بل تحافظ عليها، ما يؤثر بشكل مباشر في حركة الجليد اللاحقة."

يدرس الباحثون، تحت إشراف البروفيسور ستيوارت جيميسون من جامعة "دورهام"، تضاريس شرق القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) الموجودة تحت الجليد منذ سنوات عديدة.
وقبل عامين، تمكن الفريق من اكتشاف عدة مجاري أنهار قديمة بالقرب من نهر توتن الجليدي ونهر دينمان الجليدي، وذلك بفضل الصور الرادارية التي تم الحصول عليها ضمن برنامجي RADARSAT وICECAP.

وفي السنوات التالية، أجرى العلماء قياسات مماثلة لمناطق أخرى على الساحل الشرقي لأنتاركتيكا، حيث تمكنوا من تغطية منطقة بطول 3500 كيلومتر وعرضها عدة مئات من الكيلومترات. وقد سمح هذا الجهد البحثي ببناء خريطة مفصّلة لتضاريس القارة القطبية الجنوبية، شملت المسافة الواقعة بين أرض الأميرة إليزابيث (Princess Elizabeth Land) وأرض الملك جورج الخامس (King George V Land)، وكشفت عن عدد كبير من مجاري الأنهار القديمة التي لم تكن معروفة من قبل.

ووفقا للتقديرات الجيولوجية الحالية، نشأت هذه الأنهار بعد انفصال شرق أنتاركتيكا عن أستراليا، والذي حدث قبل نحو 80 مليون سنة. وقد أدى تدفقها عبر سطح القارة إلى تشكل سهول نهرية مسطحة، ظلت مغطاة بالأنهار الجليدية منذ حوالي 34 مليون سنة، عندما تغيّر مناخ الأرض بشكل حاد نتيجة فتح مضيق دريك وانفصال أمريكا الجنوبية عن القارة القطبية.

وكان اكتشاف هذا العدد الكبير من السهول النهرية تحت الجليدية مفاجئا للجيولوجيين؛ إذ كان الاعتقاد السائد، بناء على دراسات العصر الجليدي في نصف الكرة الشمالي، أن الأنهار الجليدية عادة ما تدمر مثل هذه التضاريس بسرعة.
لكن هذا الاكتشاف يظهر أن القبعات الجليدية القطبية لا تحدث دائما تأثيرا مدمّرا على الأراضي التي تغطيها، وأنها قد تساهم أحيانا في حفظ المعالم الجيومورفولوجية القديمة.