عاجل
الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

علماء يكتشفون طريقة للتنبؤ بظواهر ضوئية فريدة على الكوكب الأحمر

أرشيفية
أرشيفية

تمكن العلماء للمرة الأولى من تطوير أدوات تتيح التنبؤ بظاهرة فريدة على كوكب المريخ، حيث تتلألأ سماء الكوكب الأحمر بظواهر ضوئية خضراء مذهلة تشبه الأضواء الشمالية على الأرض.

وهذا الإنجاز العلمي يمثل تقدما مهما في استكشاف الفضاء، حيث أن هذه الظواهر الضوئية ناتجة عن العواصف الشمسية التي تنبعث منها إشعاعات خطيرة. وقد توفر القدرة على التنبؤ بهذه الظواهر لرواد الفضاء المستقبليين إنذارا مبكرا وحاسما يمكنهم من اتخاذ إجراءات الوقاية في الوقت المناسب.

وتحدث هذه الظواهر الضوئية عندما تصطدم الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس بغلاف الكوكب الجوي. وعلى عكس الأرض التي تمتلك مجالا مغناطيسيا قويا يحميها، فإن المريخ فقد مجاله المغناطيسي منذ مليارات السنين، ما يسمح للجسيمات الشمسية بالانتشار في جميع أنحاء سمائه مسببة توهجا أخضر يغلف الكوكب بأكمله.

وفي تطور تاريخي، تمكنت مركبة "بيرسفيرانس" التابعة لناسا في مارس 2024 من التقاط أول صور لهذه الظاهرة من على سطح الكوكب الأحمر، مسجلة بذلك أول رصد من نوعه من على سطح كوكب آخر.

وجاء الإعلان عن هذا الكشف العلمي الجديد خلال المؤتمر الأوروبي لعلوم الكواكب في هلسنكي، حيث كشفت الباحثة إليز كنوتسن من جامعة أوسلو عن نجاح فريقها في تطوير أدوات جديدة للتنبؤ بموعد ظهور هذه الأضواء على المريخ.

وأوضحت كنوتسن أن "التقاط الظاهرة للمرة الثانية يؤكد دقة وفعالية الأدوات الجديدة التي طورناها للتنبؤ بهذه الظواهر ودراستها".

ويختلف التنبؤ بهذه الظواهر على المريخ عن نظيره على الأرض، حيث يعتمد العلماء على بيانات جمعت على مدى عقود للتنبؤ بالأضواء الشمالية على كوكبنا. أما على المريخ، فما يزال هذا المجال علما قائما على التجربة والخطأ.

وواجه الفريق العلمي تحديات تقنية كبيرة، حيث يجب برمجة كاميرات المسبار قبل ثلاثة أيام من الرصد، إلى الوقت الذي تستغرقه عملية تخطيط المهمة وإرسال الأوامر من الأرض إلى المريخ. وقد تطلب هذا إجراء ثماني محاولات بين عامي 2023 و2024، نجح منها اثنتان فقط في التقاط الظاهرة.

وأشارت كنوتسن إلى أن "هناك عنصرا من العشوائية في هذه الظواهر، فحتى على الأرض لا يعد التنبؤ بالأضواء الشمالية علما دقيقا تماما".