عاجل
الأحد 28 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

تطبيق ذكي يسيطر على الربو عند الأطفال ويقلل من زيارات الطوارئ

أرشيفية
أرشيفية

كشفت دراسة حديثة، أجراها باحثون من هولندا، أن استخدام الأطفال المصابين بالربو لتطبيقات ذكية للمراقبة المنزلية يمكن أن يقلل بشكل كبير من حاجتهم لزيارة أقسام الطوارئ أو الدخول إلى المستشفى، مقارنةً بأولئك الذين يعتمدون فقط على الرعاية الطبية التقليدية.

وقدمت نتائج الدراسة في مؤتمر الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي، في أمستردام، وشملت أكثر من 2500 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عامًا.

وبيّنت النتائج أن استخدام التكنولوجيا الرقمية في متابعة المرض ساهم في تحسين السيطرة على الربو، وقلل من التدخلات الطارئة بنسبة تصل إلى النصف.

 

كيف يعمل النظام الذكي لمراقبة الربو؟

فالتطبيق المستخدم، والذي يُعرف باسم Luchtbrug، يمكّن العائلات من متابعة حالة الطفل الصحية بشكل منتظم من المنزل، ويعتمد على ثلاث أدوات رئيسية:

استبيانات شهرية: يملؤها الطفل وذووه لتسجيل الأعراض مثل السعال وضيق التنفس.
قياسات لوظائف الرئة: باستخدام أجهزة بسيطة في المنزل تنقل البيانات تلقائيًا إلى التطبيق.
خطة علاج شخصية: تشمل الأدوية والتعليمات الواجب اتباعها عند تدهور الحالة.
 

كما يتضمن التطبيق خاصية التنبيه المبكر للمستشفى، حيث تُرسل إشعارات للأطباء في حال ظهرت مؤشرات تدل على تدهور الحالة، مما يسمح بالتدخل السريع وتعديل الخطة العلاجية قبل أن تتفاقم الأعراض.

نتائج الدراسة:
ومن بين 2528 طفلًا شاركوا في الدراسة:

استخدم 1374 طفلاً نظام المراقبة المنزلية.
اعتمد 1154 طفلاً على الرعاية التقليدية فقط.
بعض الأطفال انتقلوا بين النظامين، ما يعكس مرونة التطبيق وواقع الحياة اليومية.
 

وكانت النتائج:
انخفاض بنسبة 49% في زيارات الطوارئ.
انخفاض بنسبة 57% في حالات الدخول إلى المستشفى.
تحسن في السيطرة على الربو من 77% إلى 86% بعد استخدام التطبيق.
وتُظهر التقديرات أن كل 39 طفلاً يستخدمون هذا النظام يمنعون حالة دخول واحدة على الأقل إلى المستشفى، ما يعني تقليل التكاليف وتخفيف الضغط على النظام الصحي.

 

الربو عند الأطفال أكثر من مجرد سعال

ووفقًا للدراسة، فإن الربو مرض مزمن يؤثر على التنفس، ويؤثر بدوره على حياة الطفل اليومية، بما فيها المدرسة، النشاط البدني، والصحة النفسية.

وتشير الإحصاءات إلى أن طفلاً من كل 10 في أوروبا يعاني من الربو، وتزداد النسب في المدن الملوثة أو الصناعية.

ورغم أنه مرض قابل للسيطرة عليه نظرياً، فإن التعامل معه على أرض الواقع يظل تحدياً، خاصة عندما تقتصر الرعاية على زيارات دورية متباعدة للعيادات، دون رصد متواصل للتغيرات الصحية.

 

التكنولوجيا كحل عملي للربو عند الأطفال

ويقول الباحثون إن إدماج الهواتف الذكية والتطبيقات الصحية في متابعة الربو يمثل نقلة نوعية في الرعاية، إذ يربط بين المنزل والمستشفى ويتيح التفاعل اللحظي مع تطورات الحالة.

ورغم أن هذه التقنية لا تلغي دور الطبيب، فإنها توفر وسيلة فعالة لتحسين إدارة المرض وتخفيف العبء عن العائلات.

وفي تعليقه على الدراسة، قال الدكتور مارتينوس أوبيلار، الباحث الرئيسي: «ما يهم حقاً هو تأثير هذه الأنظمة في الحياة اليومية، خارج بيئة التجارب السريرية، وقد أثبتت نتائجنا أن المراقبة المنزلية لا تقلل فقط من زيارات الطبيب، بل تقلل فعلياً من الحالات الطارئة، وهو ما يصنع فارقاً حقيقياً في حياة الأطفال وعائلاتهم».