عاجل
الإثنين 20 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

فحص دم جديد يكشف 50 نوعا من السرطان قبل ظهور الأعراض

أرشيفية
أرشيفية

يبدو أننا نقف على أعتاب ثورة حقيقية في مجال الكشف المبكر عن السرطان، بفضل فحص دم جديد واعد يحمل اسم "غاليري" (Galleri).

وهذا الفحص الثوري، الذي تخضعه هيئة الخدمات الصحية البريطانية للتقييم الدقيق، يتميز بقدرة مذهلة على تتبع أكثر من خمسين نوعا من الأورام الخبيثة، حيث استطاع بنجاح اكتشاف المرض في نحو ثلثي الحالات التي أشار إليها.

ويعتمد فحص "غاليري" على تقنية متطورة تتعقب الشظايا الجينية التي تطلقها الخلايا السرطانية في مجرى الدم، ما يسمح بالكشف عن المرض قبل ظهور الأعراض بفترة طويلة. وتكمن الأهمية الحقيقية لهذا الفحص في قدرته الفائقة على استبعاد الإصابة بالسرطان لدى الأصحاء بنسبة دقة تصل إلى 99.6%، إلى جانب تحديده الدقيق لمكان الورم الأساسي في 92% من الحالات، ما يوفر وقتا ثمينا ويختصر الكثير من الإجراءات التشخيصية المعقدة.

وكشفت تجربة "باثفايندر 2" (Pathfinder 2) الأمريكية الواسعة، والتي شملت أكثر من 23 ألف مشارك من الولايات المتحدة وكندا، عن نتائج مبهرة. حيث اكتشف سرطانات لا توجد لها فحوصات مسحية روتينية حاليا، مثل سرطانات البنكرياس والكبد والمبيض. وقد ازداد عدد السرطانات المكتشفة سنويا بأكثر من 7 أضعاف عند إضافة فحص "غاليري" لبرامج الفحص التقليدية.

والأهم من ذلك، أن أكثر من نصف الحالات المكتشفة (53.5%) كانت في مراحلها الأولى أو الثانية، كما تم التعرف على نحو 70% من الإصابات في في مراحلها الثلاث الأولى، وهي المراحل التي تكون فيها فرص الشفاء أعلى بكثير.

ووجدت النتائج أيضا أن:

· نجح الفحص في تشخيص السرطان لدى 61.6% من الأشخاص الذين أظهرت عينات دمهم "إشارة سرطان".

· بلغت دقة الفحص في تحديد موقع السرطان الأصلي في الجسم 92% من الحالات، مما يسرع عملية التشخيص ويوفر الموارد.

· تم الكشف عن 53.5% من السرطانات المشخصة حديثًا في المراحل المبكرة (الأولى والثانية).

· بلغت دقة الفحص في استبعاد الإصابة بالسرطان لدى غير المصابين 99.6%.

وبحسب السير هاربال كومار، الرئيس السابق لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، فإن هذا الفحص يمثل خطوة حاسمة نحو تغيير مسار مواجهة المرض. ويوضح أن "غاليري" يكتشف أنواعا عديدة من السرطانات التي تفتقر حاليا لفحوصات كشف مبكر فعالة، مثل سرطانات البنكرياس والكبد والرأس والعنق والمبيض، والتي عادة ما يتم تشخيصها في مراحل متأخرة.

ورغم هذه النتائج الواعدة، يبقى التحدي الأكبر هو إثبات قدرة الفحص على خفض معدلات الوفيات بشكل ملموس، وهو ما تتطلع الدراسات المستقبلية إلى تحقيقه. ومع توقع ظهور نتائج التجربة البريطانية في منتصف العام القادم، قد نشهد قريبا بداية عصر جديد في تاريخ الكفاح ضد السرطان، حيث يصبح الكشف المبكر الشامل حقيقة واقعة تنقذ حياة الملايين.