"ضايل عنا عرض".. كيف حقق الفيلم الفلسطيني المفاجأة الكبرى؟
لم يكن فوز الفيلم الوثائقي الفلسطيني "ضايل عنا عرض" بالجائزة المرتقبة بمهرجان القاهرة السينمائي وهي "جائزة الجمهور" في ختام الدورة الـ 46، مساء الجمعة، مجرد تقدير لعمل لافت ومختلف، بقدر ما كان إعلانًا عن انتصار "البهجة والأمل" في مواجهة "العنف والألم".
يتتبع العمل مسيرة استثنائية وملهمة، على المستويين الإنساني والمهني، لعدد من أبرز أعضاء فرقة "سيرك غزة الحر" الذين آلوا على أنفسهم وسط جنون الحرب وقسوة مشاهد الموت والخراب أن يحتفظوا بهويتهم كعنوان للضحكة وملاذ آمن للابتسامة، لدى جمهورهم الواسع من الأطفال والصغار.
وحين اشتدت وتيرة المعارك في شمال غزة، انطلق أعضاء الفرقة إلى جنوب القطاع مؤمنين برسالتهم ومصرين على أنه كلما اقترب وحش الموت ليحصد الأرواح، زادت مهمتهم أهمية في صنع البهجة عبر الملاجئ والشوارع.
وحقق العمل المفاجأة الكبرى في المهرجان، عبر كاميرا عادية وإمكانات لا تُذكر، وتجاوز العديد من الوثائقيات المميزة حول العالم في مسابقة شرسة.
وبينما توفر للأعمال المنافسة الوقت والميزانية والأجواء الهادئة، تم صناعة "ضايل عنا عرض" على خلفية القصف والانفجارات.
من هنا، تبرز أسماء يوسف وبطوط وإسماعيل ومحمد وجاست، ليس باعتبارهم مجرد أعضاء في الفرقة بل كصناع أمل وأصحاب ثقافة تنحاز للفرحة والحياة عبر الفن، مهما بدا في بعض الأوقات أن محاولاتهم مجرد عبث وإضاعة للوقت.
وعلى هذه الخلفية، يمكن النظر إلى حالة التأثر الشديد والكلمات المختنقة بالدموع التي صدرت عن مخرجيّ الفيلم وهما المصرية مي سعد والفلسطيني أحمد الدنف، فقد كسبا الرهان على أنه من بين الأنقاض وروائح البارود يمكن أن تخرج إبداعات صادقة وحقيقية تلمس قلب العالم وتعانق الإنسانية.