دراسة تربوية تقلب الموازين.. ما العمر المناسب لمنح طفلك هاتفاً؟
بينما يعيش العالم تحولاً رقمياً متسارعاً، تبدو مسألة منح الأطفال أول هاتف محمول أكثر إرباكاً من أي وقت مضى، ورغم توقعات الأهالي بأن يكون هناك عمر مثالي واضح، تكشف آراء المربين أن الإجابة أكثر تعقيداً مما تبدو عليه، وفقا لـ edweek
فقد أظهر استطلاع حديث شمل نحو 700 من المعلمين وقادة المدارس أن غالبية التربويين يفضلون أن يحصل الطالب على هاتفه الأول بين 12 و14 عاماً، وهي مرحلة يراها المعلمون حساسة من حيث الاستقلالية والنضج، لكن اللافت أن قسماً كبيراً آخر يرى ضرورة الانتظار حتى 16 عاماً، بحجة أن الهاتف أصبح من أبرز مصادر الإلهاء في الصف.
ويشير التربويون إلى أن الطلاب الأصغر سناً لا يحتاجون عملياً إلى هاتف، وأن امتلاكه مبكراً قد يزيد من السلوكيات غير المرغوبة سواء في التواصل غير المناسب داخل الحصة أو استخدام الهاتف للغش أو تصوير زملائهم دون إذن.
ومع ذلك، لا توجد أبحاث علمية تحدد عمراً مثالياً لاقتناء الهاتف. وتقول جيل مورفي من منظمة Common Sense Media إن محاولة وضع رقم ثابت للعمر المناسب أمر غير منطقي، فالأطفال في العمر نفسه قد يختلفون جذرياً من حيث النضج والقدرة على تحمل المسؤولية.
وتنصح مورفي الأهالي بالتفكير في السياق الفردي لكل طفل عبر طرح أسئلة جوهرية تتعلق بالنضج، والسلوك، ومدى فهم الطفل للحدود، ومستوى الثقة بينه وبين أسرته.
وبحسب التقرير، فإن النقاش حول العمر المناسب للهاتف لا يتعلق بالتكنولوجيا فقط، بل بالجاهزية النفسية والسلوكية.. وهذه عوامل لا يمكن قياسها بالسن وحده. وبين رغبة الأهالي في الاطمئنان على أطفالهم ورغبة التربويين في الحفاظ على تركيز الطلاب داخل الصف، يبدو أن الحل يكمن في قرار شخصي يعتمد على طبيعة الطفل أكثر مما يعتمد على رقم محدد.