إذاعة أمريكية تصف عمال الرعاية الصحية في سوريا بـ"الأبطال المستهدفون"

رصد تقرير أعدته الإذاعة الأمريكية العامة ''إن بي آر" ما يعانيه الأطباء وعمال الرعاية الصحية العاملين في سوريا من استهداف متكرر من قبل أطراف الصراع الذي يوشك على دخول عامه الخامس.
وأشار التقرير الذي جاء تحت عنوان "عمال الرعاية الصحية في سوريا.. الأبطال والمستهدفون" إلى أنه منذ بداية الصراع في سوريا عام 2011، قُتِل نحو 700 من عمال الرعاية الصحية ، وتم استهداف أكثر من 300 منشآة طبية بالقصف بالصواريخ والقذائف بحسب منظمات طبية.
واستشهد التقرير بمقال نُشِر في مجلة (نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين) الأمريكية نقلا عن أطباء أمريكيين قولهم: "إن نظراءهم في سوريا بحاجة للعون: حيث أصبح انقطاع الخدمات الصحية من أسلحة الحرب التي تستخدمها الحكومة السورية ضد معارضي الرئيس بشار الأسد".
وألمح التقرير إلى فرار العديد من الأطباء عن سوريا خوفا من الاستهداف، حيث يقول الطبيب ماجد أبو علي إنه اتخذ القرار الأصعب بمغادرة بيته وعيادته في سوريا والانتقال عبر الحدود إلى تركيا مبررا بأنه فعل ذلك من أجل عائلته وأطفاله، الذي كان يصعب تلبيته احتياجاتهم من أغذية أو أغطية في ظل تدهور الأوضاع.
ويقدم أبو علي حاليا الدعم والتدريب للأطباء في سوريا ويتواصل معهم عبر "سكايب"، ويقول إن العديد من أصدقاءه في سوريا إما مختفون أو قضوا نحبهم، فالطبيب عدنان وهبي قُتِل في عيادته عام 2012، والطبيب أسامة بارودي قضى تحت التعذيب، أما الطبيب محمود رفاعي فهو معتقل منذ عام 2012.
ويورد التقرير نصا لرسالة بريد إليكتروني أرسلها الطبيب رامي كلازي، وهو جراح أعصاب من حلب قال خلالها: "إن زميله قُتِل في قصف لإحدى مستشفيات المدينة، التي باتت تفتقر للمواد الأساسية، لذا فإن منظمات الإغاثة تحاول تهريب المواد لكن ما يصل لا يكفي لتلبية الاحتياجات والتعامل مع ضحايا القصف اليومي".
ويتابع كلازي قائلا: "ليس لدينا كهرباء ولا ماء ولا وقود، ومنذ عامين اضطررت لإجراء عملية دون إجراء آشعة مقطعية وكانت لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات مصاب في رأسه، ولحسن الحظ بقي على قيد الحياة لكن بأعجوبة".
ويضيف أن حدة ونوعية القنابل التي تلقيها القوات الحكومية من مروحياتها تسبب إصابات كبيرة تصل إلى تقطيع الأطراف وتمزيق الأجساد، فخلال تلك الحرب رأينا إصابات لم يسبق لنا أن رأينا مثلها في الكتب.
ويشير كلازي إلى أنه على الرغم من التحديات، فقد قرر هو وزوجته البقاء في سوريا حتى الآن، على الرغم من أن الحكومة أدرجته على قائمة المطلوبين وتهمته هي معالجة ومساعدة "الإرهابيين" على حد زعم الحكومة .. مؤكدا أنه يدرك مدى صعوبة وخطورة البقاء في سوريا، لكن إنه إن رحل، لن يبقى أحد يمتلك مثل تخصصه.
وتقول إليس بيكر من منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان إن الحكومة السورية لم تعترف باستهداف الأطباء، وإن جيش الأسد هو الطرف الوحيد الذي يمتلك سلاح طيران، ويزعم الجيش في بعض الأوقات أنه استهدف مستشفى باعتبارها قاعدة إرهابية.
ويرى ديفيد فيليبس "من معهد جامعة كولومبيا لدراسة حقوق الإنسان" أن ما تفعله الحكومة السورية باستهدافها للأطباء والمستشفيات يعد مناف للقانون الدولي، واتفاقيات جنيف عام 1949.
وأعرب عن تشاؤمه إزاء الوضع الراهن في سوريا، معربا عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بحاجة للضغط على الحكومة السورية لوقف العنف.