"مضايا" وصمة عار على جبين الأنظمة

عندما تذكر سوريا نذكر هذا الشعب الذي دفع ويدفع ثمن حريته اجتمعت عليه الأمم لتمزقه، صورً في سوريا تدفعك للبكاء قتل وترويع وتشريد، لا فرق بين شاب أو شيخ أو طفل أو امرأه الكل تحت القصف سواء والكل تحت المقصلة.
ولكن جاءت مضايا تلك المدينة التي لا تتعدى مساحتها 2 كيلو متر مربع في ريف دمشق لتوثق لنا صورًا تؤكد أن الإنسانية تقتل تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي دائمًا ما يشجب ويندد لقتل قطة، أما عند قتل الإنسان فيشل اللسان.
كتب جنود "بشار" على جدرانها (الجوع أو الركوع) فرضت "مضايا" بالجوع، وأبت الركوع، رضى أهلها بالموت في كرامة دون العيش في ذل وهوان، 40 ألف نسمة تموت جوعًا، والنظام قاتلهم، والصمت الدولي شريكًا في الملحمة.
"مضايا" مدينة عرت الأنظمة وأزاحت عنها غطاء الزيف بشعار حقوق الإنسان ففي "مضايا" لم يبقَ هناك إنسان حتى ينادي بحقوقه فالجوع قصم ظهرهم وأضعف قوتهم ورغم هذا لم يركعوا إلا لله، "مضايا" محاصرة منذ قرابة 196 يومًا لم تدخل إليها أية مساعدات غذائية مات 30 شخصًا إلى الآن بسبب الجوع بسبب نظام استحوذ بكل أدوات الغباء شعب لم يركع تحت قصف البراميل المتفجره يريد النظام أن يركع له بتجويعه.
هل فكرت يومًا عزيزى القارئ أن تأكل كلبًا أو قطة أراك مشمئزًا من المقوله وقد تتقيأ لو شرد زهنك فقط تخيلا، ولكن في "مضايا" أهلها فعلا يأكلون الكلاب والقطط والحمير كل هذا تجده في مضايا فقط لن تجد الركوع.
آخر مساعدات وصلت "مضايا" في نصف رمضان الماضي وكانت عباره عن 30 كيلو طعام لكل عائلة، وإلى يومنا هذا لم تصل لهم أية مساعدات، أعتى الرجال يصل وزنه 40 كليوجرام ويحتاج إلى 8 رجال لحمله، فالجوع أضعف قوة الرجال.
تم ذبح آخر حمار في المدينة، وتم بيع سيارة مقابل 5 كيلو أرز.
نعم هذه صور من "مضايا" تلك المدينة التي أبت الركوع لجنود بشار تلك المدينة التي أزاحت ورقة التوت عن جميع الأنظمة المستبدة تلك المدينة التي فضحت المجتمع الدولي وقدمت دليلًا بأننا أمام جريمة قتل للإنسانيه مكتملة الأركان لا تحتاج إلى تحقيق.
"مضايا" لن تركع والموت جوعًا شرف، فالراكعون هم الجوعى ومنعدمي الشرف.
فالجوع في أرضي تعودناها، فاكتب أيها الجند ماشئت فالجوع خليلي، والركوع لغير الله ليس من ديني، كيف يا جند أبكى جوعًا ولي ربا يطعمني ويسقيني.