إذاعة جلسات البرلمان "حائرة".. "النواب" يتمسك.. و"خبراء إعلام": البث رقابة شعبية على الأعضاء

منذ أن بدأت أولى جلسات مجلس النواب، سادت حالة من الهرج على صفحات التواصل الاجتماعي إثر ما يحدث تحت القبة من مشاجرات بين المرشحين، وغيرها من المواقف الساخرة التى نجمت عن تصرفات عدد من النواب، وذلك منذ اللحظات الأولى من حلف اليمين أمام رئيس المجلس، الأمر الذي دفع رئيس المجلس لوقف البث المباشر للجلسات، وذلك بموافقه غالبية الأعضاء، ولكن سرعان ما أعلن ماسبيروا عودة البث من جديد.
وفي سياق ماسبق أكد عدد من أساتذة الإعلام تأييدهم لبث الجلسات حتى يتمكن المواطنين من مراقبة النواب من حيث الأداء، أو الحضور، ومدى التزامهم بقضاء مطالبهم، وبشأن ما يحدث من أفعال النواب من خروج ألفاظ خادشة للحياء أو تصرفات تثير الجدل والسخرية، فأكدوا أن هذه الأفعال لن تكون سببًا لوقف البث إذاعة الجلسات، بل قد يكون الحجب سببًا فى إنعكاس تصرفات النواب بالسلب على المجتمع بأكلمة.
تعتيم إعلامي
فى البداية قال الدكتور مرزوق عبد الحكم العادلي، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج، إن قطع البث التليفزيونى عن جلسات مجلس النواب يعد "جُرم وتعتيم إعلامي"، مشيرًا إلي أن المواطنين لديهم الحق فى مراقبة نوابهم من حيث تواجدهم أو أدائهم ومدى إهتمامهم بمطالبهم، لافتًا إلى أن المواطن أيضًا من المفترض أن يكون أداء الشعب لمراقبة السلطة التنفيذية.
وأضاف العادلي لـ"العربية نيوز"، أن ما حدث من النواب فى الجلسة الإفتتاحية وما صدر منهم من مواقف مؤسفة تدل على ثقافتهم المتندنية، وعدم تقديرهم لمدي قيمة وهيبة المجلس ومدى أهمية دور النائب، مشيرًا إلى أن هذه الأفعال لا تعد سببًا لمنع البث، ولكي يرى الشارع المصري قيمة اختيارهم لنوابهم أسفل القبة.
تفاقم الوضع
وبسؤاله عن الآثار السلبية التى تسببها بث الجلسات لما تحتوية من مواقف مخجلة فقال "العادلي": "عدم بث الجلسات سيزيد من الوضع سوء بين النواب، فالبث قد يجعلهم بعض الشىء ملتزمين بالحدود، كما عدم البث سيؤثر بالسلب علي الواقع كلة".
وطالب "العادلي" نواب مجلس الشعب بأن يرحموا المواطنين الكادحين الذين ظلوا طيلة الأعوام الماضية يحلمون بعيشة هنيه، وقال:"الناس بتموت والنواب مش حاسين بحاجة".
الرقابة الشعبية
كما قالت الدكتورة عزه عثمان، رئيس قسم الإعلام بجامعة سوهاج، إن المواطنين حاولوا جاهدين إختيار النواب الذين يستحقون ثقتهم فى تحقيق مطالبهم تحت قبة البرلمان، ومن هنا حق لهم رؤيتهم لنوابهم أسفل قبة البرلمان لمراقبته تواجدهم حيث يعد البث التليفزيوني نوع من الرقابة الشعبية على النواب، ومن هنا يعد قطع البث لجلسات النواب جرم إعلامي.
وأضافت عثمان لـ"العربية نيوز"، أن ما صدر من النواب من تصرفات مثيرة للجدل ليس سببًا فى قطع البث، ولكن هذا يعد سببًا قويًا فى البقاء على البث التليفزيوني حتى يكون أداء النواب أمام أعين الجميع.
تقييم الأداء
قالت الدكتورة سحر وهبي، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج، إن قطع بث جلسات مجلس النواب نوع من التعتيم الإعلامي، مشيرة إلى أن هذا حق للمواطنين في المقام الأول لمراقبة نوابهم بالبرلمان، ولكي يقيموا أداءهم ومدى التزامهم بالحضور للتحدث عن مشكلاتهم.
وأضافت وهبي لـ"العربية نيوز"، أن بث حلقات مجلس النواب يعد نوع من "الرقابة الشعبية" على النواب، لملاحظتهم، مشيرة إلى أن عدم البث سيجعلهم يمارسون أفعال غير لائقة لقيمة وهيبة النواب، لافتة إلى أن من الممكن تجنبًا للألفاظ التى تخدش الحياء التى تخرج من النواب أثناء البث المباشر يمكن تسجيل الحلقات وبثها بعد ذلك فى أوقات محددة من اليوم لكي يستطيع المواطنين من متابعتها.