مجلس الطرائف "النواب سابقًا".. تصريحات منفلتة ومفارقات هزلية في الأسبوع الأول للبرلمان.. وخبراء نفسيون: الأعضاء يبحثون عن الشهرة والأضواء

"العزباوى": البرلمان غير متجانس وكل عضو يمثل نفسه فقط
"عبدالحفيظ": أخطاء النواب بسبب قلة الخبرة السياسية
"عبدالعظيم": يسعون لتسليط الأضواء الإعلامية عليهم
"الساعاتي": يثيرون الجدل للفت الانتباه
بعدما بدأت أولى جلسات مجلس النواب، طل علينا عدد من النواب الجدد تحت قبة البرلمان بمواقف مثيرة وساخرة وطلبات أدهشت المصريين، حيث فاجأنا النواب بتصريحات مثيرة للجدل، جعلت المجتمع يتسائل عن مدى قدرة هؤلاء النواب على إصدار القوانين والقيام بالعمل الموكل لهم بشكل جيد بعد تصريحاتهم فى أول ظهور لهم تحت القبة، خاصة أن هذا البرلمان يلعب دورًا مهمًا فى تشكيل مستقبل الدولة التى تبدأ بمراجعة كافة القوانين المطروحة في مدة لا تتجاوز أسبوعًا من الآن.

تصريحات "الحشمة"
تُشعل غضب النائبات
في
البداية، دعا النائب إلهامي عجينة النائبات إلى الاحتشام في ملابسهن، واحترام
قدسية المجلس وعدم ارتداء الملابس "الكاجوال" مضيفًا أنهن ليسوا ذاهبات إلى النادى، كما رفض في الوقت ذاته تقبيل الأشخاص لبعضهم البعض خاصة الذكور.
هذه
التصريحات أشعلت غضب نائبات البرلمان حيث طالبن الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس
النواب، بتقديم النائب اعتذارًا مكتوبًا ومعلنًا فورًا، عما بدر منه من إساءة
للنائبات، لافتين إلى أنه من الأفضل أن ينشغل النائب بنفسه والقوانين التى يرغب فى
إقرارها أو تعديلها بدلًا من الانشغال بملابس النائبات، وأضفن أن نوعية اللبس حرية
شخصية.

"عكاشة " يهدد باعتصام مفتوح
وشهدت
الجلسات الأخيرة للمجلس، انسحاب النائب توفيق عكاشة، بسبب تأخر رئيس الجلسة فى
إعطائه الكلمة، خاصة أن ترتيب عكاشة رقم 24 وتم منح الكلمة لأكثر من 73 عضوًا ولم
يسمح له رئيس المجلس بإلقاء كلمته، الأمر الذى أدى إلى إعلان عكاشة، دخوله في
اعتصام مفتوح بالمجلس وقام بارتداء كمامة الأفواه، بمقر المجلس.
وكتب
عكاشة على اللاصق: "ممنوع من الكلام داخل المجلس وخارجه بأمر الحكومة"،
وقال إنه يرفض إسلوب إدراة المجلس وأن هناك تمييزًا وتفضيلًا بين النواب، وتحيزا لبعض
الأحزاب والائتلافات داخل المجلس.

أزمة بسبب حلف اليمين
وتسبب حلف
اليمين في عدد من المشاحنات أثناء الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب، وكان أبرزها ما
حدث بين النائب مرتضى منصور ومحمد بهاء الدين أبو شقة، رئيس الجلسة، بسبب عدم التزام منصور بنص اليمين.
وأكد منصور
أنه لا يوجد وصى عليه داخل البرلمان، رافضًا حلف اليمين بالطريقة المكتوبة ما تسبب في
أزمة داخل الجلسة.

السبعيني يرأس لجنة الشباب
ويعد أبرز
المواقف الهزلية التى حدثت فى الأسبوع الأول من البرلمان، تولي النائب قاسم فرج
لجنة الشباب، خاصة أنه تجاوز السبعين من عمره فهو من مواليد عام 1945 الأمر الذى
أثار عاصفة من الغضب حول توليه رئاسة لجنة الشباب.

رئيس لجنة حقوق الإنسان لا
يعترف بها
"أي حد يقولي حقوق
الإنسان هضربه بالجزمة"، جملة شهيرة أطلقها النائب مرتضى منصور قالها أثناء
خلافه مع شباب الأولتراس الزملكاوى، لكن مؤخرا تم تعيين منصور رئيسا للجنة حقوق
الإنسان داخل البرلمان باعتباره أكبر الأعضاء سنا، لتدور حالة من الجدل حول تعيينه
رئيسا للجنة حقوق الإنسان فى ظل تصريحاته خلال الأعوام السابقة.
ويرى
منصور، أن العاملين بمجال حقوق الإنسان في مصر خائنين للدولة ويتلقون تعليمات من
الولايات المتُحدة الأمريكية لتنفيذ مخططاتها لتدمير مصر، ويحصلون على تمويلات من
أمريكا، كما هدد بغلق جمعيات حقوق الإنسان التى تتلقى تويلات من الخارج.
فبدلا من
أن يهتم أعضاء مجلس الشعب بالمهمة الموكلة لهم والاصعب وهى مناقشة المشاريع
القانونية التى صدرت خلال الفترة الماضية فى أول 15 يومًا من انعقاد البرلمان، تطرق
البعض منهم إلى إثارة المشاكل والموضوعات المثيرة للجدل دون أى جدوى الأمر الذى
جعل البعض يفقد الثقة فى البرلمان من أول جلساته، وظهر ذلك فى إلقاء المحللين
الضوء على تحليل اداء النواب تحت قبة البرلمان فى اول أسبوع من انعقاده والتى
تباينت الآراء حول الإيجابيات والسلبيات.

برلمان غير متجانس
في
البداية، قال الدكتور يسري الغرباوي رئيس برنامج النظام السياسي بمركز الأهرام
للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن البرلمان يبدو أنه غير متعاون ومتجانس في
الجلسات الأولى، حيث يمثل كل عضو حزبا سياسيا مختلفا عن الآخرين، وهذا الاختلاف
والتباين نتيجة عدم وجود ائتلاف برلماني مؤثر، أو حزب سياسى مسيطر على أعضائه بشكل
كاف، لافتا إلى أن التصرفات الفردية التى ظهرت من النواب أو تصريحاتهم لوسائل
الإعلام خلال الأسبوع الأول من انعقاد البرلمان يمكن أن تؤثر بالسلب على عمل
البرلمان وأداء الأعمال الموكلة إليه وفقدان المجتمع الثقة فى قوة وتأثير المجلس
عليهم.

انعدام للخبرة
من جهته،
أوضح أحمد عبدالحافظ القيادى بالحزب الناصرى، أن الأخطاء التي ظهرت من بعض النواب
الجدد فى جلسات المجلس تعود لانعدام الخبرة السياسية، بجانب أن هناك بعض النواب
يبحثون عن الشهرة والدعاية الإعلامية من خلال المواقف المثيرة، مشيرًا إلى أن مجلس
الحالي به العديد من الأخطاء والسلبيات أبرزها ضعف المستوى التشريعي لدي عدد كبير
من النواب وعدم معرفتهم لأهمية دورهم البرلماني في المجتمع، بالإضافة إلى أنه لا
يوجد خطاب سياسي موحد حتى الآن، وهذا يعكس قلة خبرة النواب البرلمانية.

النواب سيعون إلى الشهرة
وفسر
الدكتور سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، أداء النواب خلال
الاسبوع الأول من انعقاد البرلمان بأن هذه الظواهر تؤكد أنهم يحبون الظهور فى موقف
الزعامة وإدعاء البطولة ومحاولة فرض السيطرة على باقى النواب، لافتا إلى أن هذة
الظواهر تحتاج إلى نوع من الحسم بجانب إيجاد ضوابط واضحة تحكم كل أعضاء البرلمان،
مضيفًا أن افتعال مشاكل دون سبب والخروج عن النظام وإثارة الشغب دون مبرر، أحد
أساليب بعض النواب لتسليط الأضواء الإعلامية عليهم.
وعن ظهور
أحد النواب بوضع كمامة على فمه، مكتوب عليها ممنوع من الكلام، قال أستاذ الطب
النفسى إنها محاولة لظهور الإعلامي، فهو دائما يسعى إلى الشهرة وأن يكون حديث
الساعة سواء كان بمواقف جادة أو هزلية، مؤكدًا أن هذه التصرفات تدل على عدم
المسئولية واحترام قدسية المجلس.

تدريب النواب على
العمل البرلمانى
وأكدت
الدكتورة سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن هناك ما يقرب من
5 نواب دائمًا ما يفتعلون المواقف المثيرة للجدل، لكي يلفتوا انتباه المجتمع إليهم
منذ اللحظة الأولى.
وأشارت
إلى أن المجتمع يعاني من أزمة في الأخلاق وعدم الالتزام بالقوانين والنظام العام
والخوف على مصلحة الدولة، مطالبة المجلس بتوفير دورات تدريبية للنواب من أجل
إكسابهم خبرة أكثر في ممارسة العمل البرلماني.