عاجل
السبت 12 يوليو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الشباب في الإمارات "طلاب برتبة وزراء".. و"حكومات العواجيز" تسيطر على مصر.. وخبراء اجتماعيون: تجاهل الدولة يدفعهم للهجرة

 الشيخ محمد بن راشد
الشيخ محمد بن راشد و شريف اسماعيل رئيس الوزراء

"السيد": لا يوجد معايير لاختيار كبار المسئولين فى الدولة

"أبوالحسن": الشباب لن يتراجع عن الهجرة ما لم تتحقق العدالة الاجتماعية 

"فايد": مصالحة الشباب ستخلق جيلًا جديدًا قادرًا على قيادة الدولة 

دعا الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، الجامعات لترشيح 3 شباب و3 شابات من كل جامعة، حديثي التخرج أو في السنوات الأخيرة من دراستهم، لاختيار وزير من بينهم يمثل الشباب في حكومة الإمارات، مبررًا هذا التصرف بأنه يريد أن يختار أحد الشباب تحت سن الـ25 ليكون وزيرًا يمثل قضايا الشباب وأحلامهم، لافتًا إلى أن المجتمعات العربية لن تنهض إلا بمجهود الشباب الذي أصبح يمثل نصف مجتمعاتنا العربية ومن الطبيعي أن يكون الاهتمام بهم بحجم هذه النسبة.

الشباب غائب عن المناصب القيادية 
الأمر مختلف تمامًا فى مصر من حيث نظرة الدولة إلى الشباب أو من حيث تعيين الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين في الدولة، فمعظم من يتقلد المناصب العليا في الجهاز الإداري للدولة نجدهم من كبار السن ولا مكان للشباب بينهم، وأكبر شاهد على ذلك هو عدم وجود وزير في الحكومة الحالية أقل من 45 عامًا، فأصغر الوزراء في حكومة المهندس شريف إسماعيل هو وزير التخطيط أشرف العربي بعمر 45 سنة، كما يبلغ متوسط عمر الحكومة الحالي 57 عامًا. 

وفي الوقت ذاته، تتجاهل الدولة الاستفادة من الشباب، فلا يتم اختيارهم في أي مناصب قيادية وتتوقف جهود الدولة على المبادرات الشبابية وتأهيل مراكز الشباب وفتح منتديات للحوار، ولكن هذا ليس كافيًا لتمكين الشباب، فهم يعانون من تهميش وتجاهل الدولة لهم وفقدان الأمل، خاصة أصحاب القدرات العلمية، الأمر الذي يجعلهم يفكرون في السفر إلى أقرب دولة ترعى أحلامهم، فدولة الإمارات أصبحت اليوم تحتضن العديد من الشباب المصري أصحاب الأفكار العلمية، واللافت للنظر أن المسئولين يتعاملون مع الشباب بعكس ما ينادي به الرئيس عبدالفتاح السيسي من احتواء الشباب. 

"العربية نيوز"، استطلع رأي الخبراء حول طرق دعم الدولة للشباب، وكيف يكون في مصر شباب مؤهل لقيادة الوزارات، بجانب معايير اختيار المسؤلين في الوقت الحالي.

تفضيل أهل الثقة
في البداية، أكد الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أنه حتى الآن لا توجد أي معايير أو آليات لاختيار الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين بالجهاز الإداري بالدولة، فاختيارهم يتم عن طريق رئيس الجمهورية وفقًا لترشيحات رئيس الحكومة بالنسبة للوزراء أو وزير التنمية المحلية بالنسبة للمحافظين.

وأشار إلى أن هذه الترشيحات لا تعتمد على الكفاءة بشكل كبير، فالنظام السياسي حتى الآن يدعم أهل الثقة عن أهل الخبرة والمعرفة ويعتمد بشكل كبير على التقارير الأمنية سواء كانت من الرقابة الإدارية أو من الأجهزة الأمنية المختلفة، فاختيار الوزراء والمحافظين يتم وفقًا لآليات إدارية بحتة.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية لـ" العربية نيوز" أن الدولة تهمل الشباب وتهمش دورهم، فلا مكان لأي منهم في المناصب العليا للدولة فنحن نعيش في عصر حكومات "العواجيز"، لافتًا إلى أن الدولة تتعامل مع الشباب على عكس توجهات الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أطلق على عام 2016 عام الشباب، مشددًا على أهمية وجود مصالحة بين الشباب وأجهزة الدولة المختلفة، خاصة الجهات الأمنية.

اسلوب تعيين الوزراء فاشلة 
وأكد الدكتور حامد أحمد، عضو اللجنة المركزية بالحزب الناصري، أن تعيين الوزراء والمحافظين وكبار مسئولين الدولة يتم وفقًا لقربهم من النظام مهما كان شكله بجانب التقارير الأمنية الذى يعتمد عليها الرئيس والتي تأخذ جزء كبير من التقييم، كما أن الاعتماد على أهل الثقة دون أهل الخبرة بات شيئًا ملموسًا لا يمكن انكاره.

ولفت أحمد، إلى أن القيادة السياسية أصبحت تغفل الدور الحقيقي لمن يرأس الوزارات أو المحافظات، كما أن تغيير المحافظين والوزاراء كل بضعة أشهر أكبر دليل على فشل الأسلوب الذي يتم تعيينهم به.

الشباب لن يتراجع عن الهجرة 
وأوضح الدكتور طه أبوالحسن، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن الشباب يتعرضون لضغوط سياسية واقتصادية كبيرة تجعلهم ينفرون من الوطن، فالشباب أصبح يبحث عن أي فرص خارج الوطن لتحقيق أحلامه التي تم تجاهلها هنا، مشيرًا إلى أن الشباب المصري لن يتراجع عن الهجرة إلا بعد تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير حياة كريمة لهم.

وأكد أستاذ علم الاجتماع، أن مصر من أكثر دول العالم التى بها شباب، حيث تصل نسبتهم إلى أكثر من 50% من إجمالي نسبة السكان وبالتالي يجب أن تهتم الدولة والحكومة بتدعيم هؤلاء الشباب، لافتًا إلى أن فكرة الانتماء أصبحت غائبة بين الشباب المصري وهذا مؤشر خطير يجب أن تنتبه إليه كل أجهزة الدولة لو أرادت صنع مستقبل أقوى.

وأضاف أبوالحسن، أن معظم الوزراء والمحافظين الذي يتم تعيينهم الآن ليس لديهم الخبرة الكافية ومعظم أعمالهم إدارية تفتقد إلى الابتكار والإبداع وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه المجتمع، لافتًا إلى أن اختيار المسئولين يعتمد على العلاقات الشخصية وتقابل المصالح وليس له علاقة بالكفاءة، مطالبًا بإعطاء الشباب قدر من المناصب القيادية في الجهاز الإداري للدولة. 

مصالحة بين الدولة والشباب
وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أنه على مدار العقود السابقة كان هناك تجاهل من قبل الدولة للشباب ولم يسعى أحد لعلاج أسباب هذا التجاهل حتى الآن.

وأكدت أن الشباب اليوم لا يوجد عندهم انتماء حقيقى بسبب التجاهل والتهميش من الدولة، مشددة على أهمية وجود مصالحة وحوار مجتمعي بين الشباب والدولة، وخلق جيل جديد من الشباب قادر على قيادة الدولة.