استعدادات أمنية مشددة بالغربية قبل زيارة وزير الصحة.. المحافظ يحاول احتواء غضب ضحايا "رمد طنطا".. والمصابون: لا تراجع عن محاكمة المتورطين في "الكارثة"

بدأت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الغربية استعدادات مكثفة لزيارة الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان، لمحافظة الغربية، غدًا، الإثنين، وسط توقعات بإجراءات أمنية مشددة، بسبب حالة الغضب والاستياء التي تسود المصابين بالعمى والعتامة نتيجة حقنهم بعقار الأفاستين داخل رمد طنطا التابعة لمديرية الصحة، بالإضافة إلى ذويهم.
الغربية تشتغل والمحافظ يحاول احتواء الأزمة
كان اللواء أحمد ضيف، محافظ الغربية، قد زار اليوم، الأحد، ضحايا علاج " الأفاستين" الذين تم تحويلهم من مستشفى الرمد إلى مستشفى الرمد الجامعي في إطار خطة لإنقاذ ما تبقى من أبصارهم، حيث استهدفت الزيارة لاطمئنان عليهم والوقوف على آخر تطورات العلاج، إلا أن الهدف الأساسي كان محاولة لتهدئة الأوضاع قبل زيارة الوزير.
قدم المحافظ خلال الزيارة وعدًا للمرضى وذويهم بأنه سوف يحاسب كل من أخطأ ولن يتهاون فى عقاب المقصرين فى علاجهم، مؤكدًا أنه تم تشكيل لجنه من أساتذة العيون بجامعة عين شمس لفحص الحالات المصابة وعمل تقرير بالحالات لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال المقصرين، وتم إيقاف مدير المستشفى والأطباء المسئولين عقب الزيارة للمستشفى.
الضحايا لن نتنازل عن محاكمة المجرم والمتورط بالكارثة
وفي السياق ذاته أصدر المحافظ قرارًا بصرف مساعدة مالية للضحايا قدرها 500 جنيه لكل حالة، الأمر الذي أثار حفيظة المرضى وذويهم واعتبروا القرار إهانة لهم وبتقييم أبصارهم بهذا الأسلوب ورصد هذا المبلغ الذي لا يعوض شعاع نور كانت أعينهم تتحسسه.
وقال أحمد الجزار، نجل " هدى عبد المعطي" إحدى ضحايا الواقعة، إن كل مطالبه من الوزير غدّا، إحالة كل من تورط في الواقعة التي وصفها بالجريمة الإنسانية إلى محاكمة عاجلة، لافتًا إلى أنه لا يعنيه ووالدته المساعدات المالية التي أعلن عنها المحافظ، موضحًا أن نعمة البصر لا تعادلها كنوز الدنيا.
وفي نفس السياق أكد أحمد أبو العلا، نجل المصابة " عزيزة " أنه ينتظر الوزير لتوجيه سؤال له مضمونه: " إلى متى سيظل المواطن المصري رخيصًا؟"
واستطرد أبو العلا قائلًا: لم نسمع عن محاسبة طبيب ارتكب خطأ طبيًا في كافة الوقائع التي تتكرر يوميًا والتي كان من نتائج معظمها التسبب في الوفاة بسبب الإهمال.
يذكر أن الوزير قد شكّل اللجنة التي بدأت عملها بفحص حالات مستشفى رمد طنطا المصابة بميكروب تسبب في فقد للبصر على خلفية إعطائهم حقن تحتوى على مادة الأفاستين لعلاج حالات الشبكية.
وضمت اللجنة أساتذة من قسم العيون بالمستشفى الجامعى بطنطا ومستشفى عين شمس لفحص الدواء الذى تم إعطاؤه للمرضى لمعرفة مدى سلامته من عدمه حيث تم أخذ عينات لتحليلها بمعرفة معامل وزارة الصحة كما قامت اللجنة بزيارة المرضى لمتابعة حالاتهم الصحية.
وانتهت أعمال اللجنة الفنية بإصدار قرار بغلق مستشفى المنار الخاص لتوريده العقار الذى حُقِن المرضى به، مما أدى إلى إصابتهم بتورم فى العين وفقدان البصر وعتامة بالعين.
وأكد أعضاء اللجنة في التقرير أن الحقن المستخدمة في عمليات الحقن غير مسجلة رسميًا بوزارة الصحة، وغير مصرح بها من جانب منظمة الصحة العالمية، وتستخدم في بعض الدول الكبرى، وتحتاج لتقنية عالية للغاية، لاستخدامها لعلاج سرطان المعدة والقولون.
وأكدت مصادر مطلعة بمديرية الشئون الصحية أن هناك عددًا من القرارات العقابية المتوقع صدورها خلال الساعات المقبلة لتهدئة الأوضاع بالمحافظة قبل زيارة الوزير.



