"قصر الشوق" الشاهد على حضارة الأدب يتحول لـ"شارع اللحم الرخيص".. الأهالي: الجَمال ينقرض.. والعُمران المُشوَّه يُسيطر.. ومصر إلى أين؟





يصمت الرجل الأربعينى قليلًا ليتذكر مشاهد قديمة مرت عليه ويعود قائلًا: "ياااه الشارع ده ياما شوفت فيه كتاب ونجوم، وقصص وروايات، بس دلوقتى الحال تبدل والشارع بقى خليط من القدامى والمغتربين من المحافظات".
يشير عم "على" إلى أن شارع قصر الشوق كان ملاذًا لكبار المفكرين، ففى ساعات المساء يتجمعون على المقهى ليتسامرون، ومن جانبهم يستمعون الأهالى وآذانهم صاغية.
كما قال أحمد فتح الله، أحد قاطنى شارع قصر الشوق القدامى، إن التغيرات التى حلت على شارع الأدباء ليس فقط من حيث المبانى فقط أو البشر بل فى الأخلاقيات أيضًا، لافتًا أن هناك عددًا من المنازل باتت أوكار للأعمال المحرمة شرعيًا كممارسة الدعارة، فضلًا عن تجارة المخدرات.

تابعت "العربية
نيوز"، جولتها الميدانية داخل الشارع لترصد عددًا من المنازل المنهدمة بفعل
عامل الزمن.
قال
خالد عبد العزيز، أحد قاطنى الشارع القدامى، أهالى شارع قصر الشوق الأن أصبحوا
يتصفون بأخلاق البخل والانحلال الإخلاقى، على العكس الأهالى القدامى الذين كانوا
يتحلوا بالكرم والبذخ.
وتابع:
"أنا معايا شقة تانية فى وسط القاهرة، بس مش بقدر أغيب عن البيت القديم ده خالص،
كل لما بحس إنى مخنوق ومضايق، بحن لأيام زمان وباجى هنا علشان أسترجع الذكريات مع
الصور القديمة".
ويشير
عم عبد العزيز إلى عدد من الأثاث بمنزله، الذي يعود تاريخه لأكثر من 100 عام،
لافتًا إلى أنه دومًا ما يحن لمشاهدة فيلم "قصر الشوق" للكاتب نجيب محفوظ
لكى يعيش فى أجواء العصر القديم.











