عاجل
الخميس 15 مايو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

سعد الجيوشي وزير برتبة "فاشل".. منظومة النقل وصلت إلى أسوأ عصورها تحت قيادته.. وخبراء: الشركات الأجنبية لن تحل المشكلة

 وزير النقل الدكتور
وزير النقل الدكتور سعد الجيوشى

"عقيل": وجود شركة أجنبية لقيادة سكك الحديد يعكس فشل الإدارة
"الشاهد": منظومة النقل تعمل بدون رؤية
"قناوي": الشركة الأجنبية لن تحل المشكلة

منذ تولي وزير النقل الدكتور سعد الجيوشى المسؤولية لم يحدث أي تطور في السكك الحديدي أو في ملف النقل بشكل عام، فليس هناك حكومة غنية وأخرى فقيرة، بل هناك حكومة ناجحة وأخرى فاشلة، فلا تمر عدة شهور حتى تقع حادثة اصطدام قطار للسكة الحديد، أو غرق إحدى المراكب أوالصنادل التابعة للنقل النهرى، وتخرج وزارة النقل لتنعى الضحايا، وتعلن عن صرف تعويضات قدرها بضعة آلاف من الجنيهات، لكن أيام قليلة تعود الأمور إلى عشوائيتها المعتادة؛ لتقع كارثة أخرى تثير موجة أخرى من الغضب.

ارتبط اسم الدكتور سعد الجيوشي، بالعديد من الأقوال والتصريحات المثيرة، منذ توليه منصبه كوزير للنقل، فهو أول من قال إن منظومة النقل في مصر فاشلة؛ لكنه لم يقدم أي شيء للتقليل من هذا الفشل، حتى وصل الحال إلى التعاقد مع شركة أجنبية لإدارة وتشغيل خطوط السكك الحديدة، الأمر الذي يشبه خصخصة السكك الحديدية، بالإضافة إلى تصريحه بشأن القرض الميسر من البنك الدولي لتطوير السكة الحديد، الذي قام بتحويله لإنشاء بيت خبرة للوزارة.

وأعلن الوزير عن توجهه إلى رفع أسعار تذاكر المترو بعدما وصلت خسائره السنوية إلى 250 مليون جنيه، بجانب رفع سعر تذاكر القطارات أيضا لأن القطارات تكلف ميزانية الدولة العديد من الملايين سنويا، الأمر الذي يعبر عن مدى فشل منظومة النقل في الوقت الراهن.

" العربية نيوز" استطلعت آراء عدد من خبراء النقل، الذين اتهموا الوزارة بالفشل في إدارة أزمات الطرق والسكك الحديد في مصر.

خصخصة خدمات الدولة
بداية، مع الدكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق والكباري بهندسة عين شمس، الذي أكد أن وجود شركة للسيطرة على سكك حديد مصر لن يفيد على الإطلاق ربما يساعد في التحسن الشكلى للخدمة فقط؛ لكننا سنظل نعاني من المشكلة ذاتها، فهذا القرار يعيد خصخصة خدمات الدولة، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار خدمات النقل على المواطنين، لافتًا إلى أن هذا التوجه يعكس مدى فشل القيادة الموجودة في إدارة ملف النقل بوجه عام وحل المشكلات التى كان يواجهها في الفترة الأخيرة.

وأضاف أستاذ الطرق والكبارى، أن سكك حديد مصر تحتاج إلى ثقافة جديدة في الإدارة، بجانب تطوير العنصر البشرى، فلا يعقل أن تعمل الدولة على إجاد أفضل القطارات والعنصر البشرى الذي يعمل بها لا يأخذ حقوقه ولا يتم تدريبه بالطريقة الجيدة التي تحفظ أمن وسلامة الركاب والقطارات، لذلك لا بد من عمل كوادر جديدة عمالية وإدارية داخل الهيئة لتستطيع النهوض بها مرة أخرى، لافتا إلى أن العنصر البشرى من أهم عوامل نجاح أي منظومة وهو أساسى في عملية النقل.

وشدد "عقيل" على أن مستقبل الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين سوف تتوقف على تضافر جهود المواطنين أنفسهم على الارتقاء بهذه الخدمات واحترامهم للملكية العامة.


غياب الرؤية
وقال اللواء مجدي الشاهد، خبير الطرق والمرور، أن ملف النقل في الدولة يعمل منذ سنوات بدون أي رؤية أو استراتيجية واضحة، لكن الوزراء والمسئولين يكتفون فقط ببعض التعليمات والتوجيهات دون النظر إلى أساس المشكلة ومحاولة علاجها، لكن تظل الرؤية غائبة التى تتمثل في أهداف وبرامج وآليات تنفيذ وسناريوهات في مواقف معينة، وتقييم مستمر لوضع كل عناصر ملف النقل في مصر حتى نستطيع إجاد حلول سريعة لأى مشكلة.

وأشار الشاهد إلى أن الإصلاح لا يمكن أن يكون برفع أسعار التذاكر أو الاعتماد على إدارة خارجية للسيطرة على الوضع في مصر فهذا يعكس مدى الفشل الذي وصلنا إليه، فمن يتولى حقيبة النقل لا بد أن يهتم رفع مستوى الخدمة في أهم مرفق بالدولة وتحسين مستوى الخدمة للموطنين الكادحين الذي يستخدمون وسائل النقل في حياتهم اليومية.


إعادة النظر في عمل الشركات الأجنبية
وأوضح الدكتور، أحمد قناوى خبير الطرق والمرور والاستشارى الهندسى، أن وزير النقل اعترف بفشل منظومة النقل وقد صرح بذلك، لكنه حتى الآن لم يتحقق من أسباب الفشل والعجز في منظومة النقل، لافتا إلى أن تصريحات الوزير وتوجهاته للاستعانة بشركة أجنبية لإدارة سكك حديد مصر يدل على فشل الوزارة، وأنها لم تستطع إدارة أي أزمة تمر بها.

وشدد قناوي، على ضرورة إعادة النظر في عمل الشركات الأجنبية في منظومة النقل في مصر، لأن مصر بها الكثير من الكفاءات والكوادر، فالمشكلة ليست في أشخاص ولكن لا توجد قيادة رشيدة لديها أهداف محددة قادرة على قيادة الموارد المتاحة لها.

وأضاف الاستشاري الهندسي لـ "العربية نيوز"، أن هيئة السكك الحديد من أول الهيئات التي تم إنشاؤها في الشرق الأوسط، لكن الآن أصبح قطاع يضرب الإهمال جذوره ويزيد من مشكلاته وخسائره، لافتا إلى أن أول خطوات الإصلاح تبدأ بضرورة عمل خطط وأهداف محددة وفقا للموارد المتاحة للنهوض بالمنظومة، بجانب تحسين قوانين النقل في مصر بوجه عام وتحسين ظروف العاملين في هذا القطاع من خلال تعليم وتثقيف السائقين العاملين بقطاع النقل ككل.