"كل حلفائك خانوك يا بشار".. روسيا تسحب جزءًا من قواتها الجوية بسوريا.. الصحف الإيرانية ترحب بالقرار ومساع للجوء لمفاوضات "جنيف 4".. وخبراء: بداية النهاية للأسد

أعلنت روسيا، فى قرار مفاجئ، عن عودة طائرات مقاتلة من بين حوالي ستين طائرة حربية كانت في قاعدة حميميم الجوية بريف محافظة اللاذقية شمالي غربي سوريا، الأمر الذى أثار العديد من التساؤلات حول مستقبل النظام السوري، وهل يعد هذا القرار بداية النهاية لبشار الأسد؟، وهل جاء فى إطار اللعبة السياسية أم هذا دعم حقيقى للسلام؟، وما الدول التى ستدعم الأسد فى هذه الفترة الحالية؟.
الصحف الإيرانية ترحب
من جهتها،
وصفت الصحف الإيرانية المقربة من الرئيس السوري بشار الأسد القرار بـ"الخطوة
الإيجابية"، وعلقت صحيفة "ابتكار نبأ" على القرار بعنوان
"بوتين اصطاد الجميع على حين غرة"، في حين علقت صحيفة
"اعتدال" بعنوان "بوتين يتخذ قرارا غير منتظر يرحب به العالم".
بينما
خرجت صحيفة "جمهوري إسلامي" المقربة من المحافظين المعتدلين خبر
الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا في صفحتها الرئيسية بعنوان تضمن تصريحات لوزير
الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قال: إن "خروج الروس من سوريا خطوة
مناسبة لوقف إطلاق النار فيها".
وفى سياق
ما سبق أشار عدد من الخبراء السياسين إلى أن قرار روسيا بسحب جزء من قواتها من
سوريا تعد بداية الانحلال السياسى لسوريا بشكل عام، وبداية النهاية لبشار الإسد
بشكل خاص، وذلك بعدما وجد نفسة مجبرًا على الحل من خلال مائدة التفاوض، وأكد
الخبراء أن هذا القرار لعبة سياسية فى المقام الأول للجوء لمفاوضات "جنيف 4".
لعبة
سياسية
فى
البداية قال اللواء محمود طاهر، الخبير السياسي والاستراتيجي، إن قرار روسيا بسحب
جزء من قواتها المقاتلة من سوريا لعبة سياسية فى المقام الأول تحمل في طياتها
العديد من الأهداف منها إجبار بشار الأسد للجوء لمائدة المفاوضات والبعد عن اللجوء
العسكري، مشيرًا إلى أن التدخل العسكرى الذى كان يرغبة الأسد أثارت المخاوف لدى
دول حلفائه.
وأضاف
طاهر لـ"العربية نيوز" أن القرار يعد أحد الإرهاصات الأولى للحل السياسى
لسوريا، وإنهيار النظام بشكل تام، مشيرًا إلى أن الأسد بعد هذا القرار لا بد أن
يترك الحكم فورًا، وذلك بسبب إعلان الجميع التخلى عنه.

إنهيار
بشار الأسد
كما قال
عاطف الغمرى، المحلل السياسى، إن قرار روسيا بسحب جزء من قواتها المقاتلة من سوريا
جاء لإجبار الأسد التخلى عن منصبة فى المقام الأول، كما تعد الإرهاصات الأولى
لإنهيار سوريا السياسى، لافتًا إلى أن هذا الحل جاء على عكس ما يتوقعه الأسد، وذلك
لأنه كان يريد التدخل العسكري.
وبسؤاله
حول الدول التى سيلجأ لها الأسد لمساندته فى الوقت الحالى، قال الغمرى: إن جمع
حلفاء الأسد الآن تخلو عنه بعدما دعا للتدخل العسكرى، وأول هذه الدول إيران، فى
حين رحبت هذه الدول بقرار روسيا بسحب جزء من قواتها، الأمر الذى يؤكد انهيار الأسد
بشكل تام.

مفاوضات جنيف 4
وقال
الدكتور مصطفى علوى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن سحب جزء من القوات
الروسية من سوريا جاء بشكل مفاجئ وغير مدروس على الإطلاق، مشيرًا إلى أن هذا يعد
بمثابة خطوه للجوء لمفاوضات جنيف 4 وأطرافها أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي وبعض
القوى الإقليمية والسعودية وإيران.
وأضاف
علوى لـ"العربية نيوز" أن قرار روسيا بسحب القوات يعد أيضًا حل وسط،
بعدما كسر شوكة الأسد ونظامة وهو طريقة غير مباشرة لإخراجه من الحياة السياسية
بشكل تدريجى، لافتًا إلى أن كل الدول المتحالفة معه، ترفض الآن دعمه بعدما دعا
للحل العسكري.