عاجل
الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الإرهاب يطل برأسه والحزن يخيم على المحروسة من جديد.. تدمير أم تفجير أم عطل فني.. احتمالات مروعة وراء الطائرة المنكوبة.. و"داعش" يتبنى الحادث ويتوعد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


استيقظ المصريون، فجر الخميس، على كارثة جوية جديدة، حين دهمهم نبأ اختفاء طائرة "مصر للطيران" في طريقها من مطار شارل ديجول في باريس إلى مطار القاهرة.

موقع تحطم الطائرة، كان أشبه بمسرح عمليات غامض؛ حيث اجتازت الطائرة الأجواء اليونانية، ثم اختفت تمامًا من على شاشات الرادار، قبل أن يغرق المصريون ومعهم وسائل الإعلام المحلية والعالمية وأجهزة الاستخبارات الدولية وكبار ساسة العالم في بحر من التحليلات والاستنتاجات، حيال الحدث المفاجئ، الذي طغى على ما عداه من أزمات تعصف بالمنطقة، وتصدَّر اهتمامات العالم في لحظات وساعات، امتدت منذ وقوع "الكارثة" في الثانية و39 دقيقة من فجر الخميس بتوقيت القاهرة وحتى إعلان القوات المسلحة المصرية، صبيحة الجمعة، عن عثورها على بعض المتعلقات الخاصة بالركاب، وكذلك على أجزاء من حطام الطائرة، على مسافة 290 كيلومترا شمال مدينة الإسكندرية. ثم إعلان تنظيم "داعش" تبنيه إسقاط الطائرة المصرية، مهددا بشن هجمات أكثر تدميرا خلال بطولة أوروبا لكرة القدم في فرنسا، بحسب ما ذكرته قناة "زفيزدا" الروسية، صباح اليوم، الجمعة.

في الداخل المصري، استأثر الحادث هذه المرة باهتمام غير عادي، فمنذ الصباح الباكر، وبعد وقت قصير من إصدار وزارة الطيران المدني المصرية بيانها الأول عن فقدان الطائرة، كانت القيادات المصرية تتحرك بزخم شديد لتدارس الموقف والتعامل مع نتائجه واحتمالاته. 

وفيما كانت أسر عائلات الضحايا تتدفق على ميناء القاهرة الجوي، في مشهد جنائزي حزين ويصاب بعض أفرادها بنوبات إغماء حين تناهت إلى مسامعهم الأنباء الأولية عن تحطم الطائرة، وبينما كانت القوات المسلحة المصرية تدفع بطائراتها وقطعها البحرية، لترافق الطائرات والسفن اليونانية في مهمتها الصعبة، لفك اللغز الغامض، بحثاً عن حطام الطائرة المفقودة، كانت فرضية العمل الإرهابي تنطلق على لسان مسئولين وشخصيات أمنية في مناطق شتى من العالم. 

الرئيس الفرنسي قال في بيان إنه من غير الممكن استبعاد أو ترجيح أي فرضية في هذه المرحلة، موضحا أن نيابة باريس فتحت تحقيقا، وأوكلته إلى الدرك الوطني في حادث الطائرة التابعة لشركة "مصر للطيران". 

ذلك في الوقت الذي أشارت فيه شبكة CNN الأمريكية إلى تصريح منسوب إلى مسئولين أمريكيين، يذهب إلى أن الاعتقاد الأولي يرجح أن تكون الطائرة المصرية قد تحطمت نتيجة قنبلة زرعت على متنها، وذلك بالاستناد إلى ظروف وقوع الحادثة.

ولفت أحد المسؤولين الأمريكيين إلى أن الطائرة توقفت في إريتريا، ثم في تونس، قبل أن تطير إلى العاصمة الفرنسية. حيث خضعت لفحص دقيق، قبل أن تنطلق في رحلتها المنكوبة إلى القاهرة. 

غير أن موقع "ديلي ميل" البريطاني، نشر تقريرًا عن الطائرة المصرية أثناء عودتها من باريس إلي القاهرة، قال فيه إن "رئيس الاستخبارات الفرنسية الداخلية بعث برسالة تحذير إلى مصر، من أنها مستهدفة بوضوح من تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك قبل أسبوع من حادثة "مصر للطيران".

وقال باتريك كالفار رئيس وكالة الاستخبارات الفرنسية الداخلية للجنة الدفاع الوطني البرلمانية في فرنسا يوم 10 مايو الجاري، إن "داعش" يخطط لشن هجوم إرهابي جديد؛ مؤكدًا أن فرنسا تواجه شكلا جديدا من الهجمات الإرهابية، متمثلا في حملة إرهابية ممنهجة، الهدف منها خلق مناخ من الرعب في الأماكن العامة. 

تزامن ذلك مع مقطع فيديو عرضته قناة NEW7 اليونانية، وجاء فيه أن النيران اشتعلت في الطائرة المصرية قبل سقوطها في مياه البحر المتوسط.

 وقالت وسائل الإعلام اليونانية إن الفيديو تم تصويره من إحدى السفن في البحر الأبيض المتوسط، ويظهر انطلاق شعلة متحركة في السماء في المنطقة التي اختفت فيها الطائرة من على شاشات الرادار. 

ولعل ما يعزز فرضية العمل الإرهابي، هو ما نسب إلى الصحفي في وكالة "NBC" توم وينتر، الذي نقل عن مصدر مقرب من التحقيقات الجارية أنه تم العثور في مكان سقوط الطائرة على آثار تدل على حدوث انفجار شديد على متن الطائرة المنكوبة؛ وهو ما أكده الخبير الإيطالي أنطونيو نيوبوردوني، مرجحا سيناريو الاعتداء الإرهابي، الذي وصفه في حديثه إلى صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية بأنه الأقرب إلى الواقع، نظرا إلى حجم التهديدات التي تتعرض لها مصر، مشيرا إلى أن المعطيات المتوافرة عن حالة الطقس الممتازة وقت اختفاء الطائرة، وحالة الطائرة العامة؛ إضافة إلى خبرة الطيارين، وغياب أي دليل على طلب استغاثة، أو ظهور أي مؤشر غير طبيعي.. كل ذلك يرجح كفة الاعتداء الإرهابي. 

هذا الاحتمال، هو ما أشار إليه أيضًا عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري اللواء حمدي بخيت، الذي أوضح أن الطائرة المصرية قطعت معظم المسافة، ولم يتبق على وصولها إلى القاهرة سوى خمس وثلاثين دقيقة، مستبعدا فرضية العطل الفني، ومرجحا "عملا إرهابيًا" يستهدف الدولة المصرية. 

وهذا الاستهداف، الذي أشار إليه عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري، تؤكده جملة الأحداث التي تشهدها مصر، سواء في سيناء حيث تخوض القوات المسلحة والشرطة المصرية حروباً ومواجهات مع جماعات العنف والإرهاب المتوطنة هناك، أو عبر استهداف الطائرات المصرية، أو العابرة للأجواء المصرية.

ولعل حادثة سقوط الطائرة الروسية في منطقة الحسنة بشبه جزيرة سيناء، لدى مغادرتها مطار شرم الشيخ في الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي، والتي راح ضحيتها 224 راكبًا، بمن فيهم طاقم الطائرة، وكذلك اختطاف طائرة "مصر للطيران" في رحلتها الداخلية في التاسع والعشرين من مارس الماضي، وإجبار قائدها على التوجه بها إلى قبرص، كل ذلك يعطي مؤشرات متزايدة على أن استهداف مصر بات في صدارة اهتمامات الجماعات الإرهابية والقوى الدولية الراعية لها. 

وفي ضوء كل ذلك، بات من المهم الإشارة إلى أن هذا الإعلان المرجح لتنظيم "داعش" الإرهابي، ومسؤوليته عن إسقاط الطائرة المصرية فجر الخميس، سيظل - إلى حين - معلقا بنتائج التحقيق الجاري بشأنها والبحث في قاع المتوسط، وخاصة ترقب العثور على الصندوقين الأسودين، اللذين سيكشفان وحدهما حقيقة ما جرى في تلك اللحظات التي اختفت فيها الطائرة من على شاشات الرادارات المصرية.