أبعاد الصفقة التركية الأمريكية بشأن سوريا يستحوذ على مقالات كُتاب الرأي

تناول كتاب مقالات الصحف المصرية الصادرة اليوم الثلاثاء العديد من الموضوعات في الشأنين المحلي والخارجي، أبرزها ضرورة الوعي بأن العمل هو الوسيلة السليمة والآمنة لتحقيق الأهداف الطموحة للشعب، أبعاد الصفقة التركية الأمريكية المتعلقة بالشأن السوري، الإصلاحات السياسية في العراق.
وقال الكاتب محمد بركات في عموده (بدون تردد) بجريدة (الأخبار) تحت عنوان (مرحلة جديدة)" إنه في ضوء الإنجاز الضخم الذي تحقق بفكر وجهد وسواعد المصريين على أرض القناة لابد وأن ندرك بأننا لا نملك رفاهية التمهل في الخطو نحو المستقبل، كما لا نملك الحق في إرجاء اتخاذ القرارات الواجب اتخاذها في هذه اللحظة إلى ما بعد ذلك".
وأكد الكاتب ضرورة الوعي بأن مصر تبدأ الآن مرحلة جديدة من مسيرتها الوطنية تقوم في أساسها وقواعدها على العمل والعرق والجهد المكثف والمستمر سعياً لتحقيق طموحات وآمال شعبها، وأن الضرورة تقتضي على كل محب لهذا الوطن الذي ننتمي إليه جميعاً، الإيمان الكامل بأن العمل هو الطريق الوحيد والصحيح لتغيير واقع الحال إلى الأفضل، والوسيلة السليمة والآمنة لتحقيق الأهداف الطموحة للشعب وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، والوصول بمصر إلى الدولة المدنية القوية الحديثة التي نسعى إليها ونتمناها.
من جانبه، تساءل الكاتب عماد الدين حسين في عموده (علامة تعجب) بجريدة (الشروق) هل تعتقد جماعة الإخوان أن الحكومة ومن خلفها غالبية الشعب يمكن أن يقبلوا التهدئة أواحتواء جماعة الإخوان وهي تجاهر بالعنف؟، فقال" نظريا وعمليا فإن أي خطوة إيجابية من الحكومة باتجاه جماعة الإخوان الآن ستكون ترجمتها الوحيدة هي أن ممارسة العنف لها ثمن سياسي، وبالتالي فإن زيادة منسوب العنف والإرهاب تعني تعظيم هذا الثمن".
وأضاف" أي عاقل يتمنى أن تهدأ الأمور ويستقر هذا الوطن، ولابد من وجود رسالة محددة وقاطعة من الحكومة والشعب بأنه لا تهدئة في ظل استمرار العنف ولا حديث بأي شكل مع الإخوان قبل أن تتوقف عن العنف وتدينه بكل الأساليب الممكنة بالأفعال لا الأقوال ثم تخرج إلى الشعب وتعلن أنها أخطأت وتطلب الصفح والغفران وتغير من مناهج التربية داخلها وتختار ما بين الدعوة أو السياسة لكن لا يمكن أن تجمع بينهما على الإطلاق، لو أن الجماعة جادة لأوقفت العنف فورا".
من جهته، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده (نقطة نور) بجريدة (الأهرام) تحت عنوان "أبعاد الصفقة التركية الأمريكية" إن هذه الصفقة المتعلقة بالشأن السوري تخلص في الاتفاق على إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا على الحدود التركية تسمح لتركيا بإعادة 1.8 مليون لاجىء سوري إلى بلادهم يشكلون الآن عبئا ثقيلا على الاقتصاد التركي".
وأضاف" تتيح هذه الصفقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرصة توسيع عملياته العسكرية شمال سوريا لمنع الأكراد السوريين الذين يشكلون غالبية السكان في هذه المنطقة من إنشاء كيان سياسي كردي".
وتابع" إنه مقابل السماح لتركيا بفرص توسيع عملياتها العسكرية شمال سوريا وافق الرئيس التركي أردوغان على السماح لقوات التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) الإرهابي استخدام قاعدة (انجرليك) التركية في عمليات قصف أهداف التنظيم داخل سوريا والعراق".
وقال" إنه ذرا للرماد في العيون قصفت القوات الجوية التركية بعض أهداف (داعش) الإرهابي لكن غالبية عملياتها العسكرية في المنطقة تستهدف ضرب الأكراد وكسر شوكتهم العسكرية، والتضييق على حزبهم الجديد (الشعوب الديمقراطي) على أمل أن يخسر الحزب الكردي مقاعده في البرلمان التركي".
وأشار الكاتب إلى أن خطط الرئيس أردوغان تلقى معارضة ضخمة داخل تركيا بسبب المخاوف المتزايدة من توريط البلاد في الأزمة السورية التي يمكن أن تكلف تركيا كثيرا فضلا عن احتمالات تصاعد غضب أكراد تركيا من استهداف المقاتلين الأكراد هناك".
وقال الكاتب عمرو الشوبكي في عموده (معا) بجريدة (المصري اليوم) تحت عنوان" العراق ينتفض" رغم الصورة القاتمة انتفض العراقيون انتفاضة سلمية مدنية في بغداد ومدن الجنوب ضد الفساد والمحاصصة الطائفية، وحتى لو دعمت المرجعيات الشيعية هذه الانتفاضة فإن كثيراً من سُنَّة بغداد شاركوا فيها، وظهر الوجه المدني الكامن في قلب العراق رغم أتربة الطائفية".
وأضاف" وخرج مئات الآلاف من العراقيين في مظاهرات غير مسلحة بساحة التحرير ببغداد، وعدد كبير من المدن العراقية، يطالبون الحكومة بإصلاح المؤسسات ومحاربة الفساد وسوء الإدارة".
وتابع" أعطت انتفاضة بغداد والمدن العراقية وجهاً آخر أصيلاً من وجوه العراق، فهناك تيار واسع من العراقيين يرفض هيمنة الأحزاب الشيعية الطائفية والسُّنية على السواء، ويرفض إرهاب داعش والمحاصصة الطائفية، ويرغب - رغم ضعفه النسبي - في بناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة، فخرج لأول مرة منذ عقود في مظاهرات تطالب بالتغيير والإصلاح دون أن يحمل قطعة سلاح واحدة، ودون أن تطلق طلقة رصاص طائشة".
ورأى أن ما يجري في العراق يمكن أن يكون خطوة يُبنى عليها إصلاح جراحي حقيقي في بنية النظام الطائفي الذي تشكل عقب أو بسبب الغزو الأمريكي، فإذا نجحت هذه الانتفاضة في أن تؤثر في المكونات السياسية العراقية، واستمرت في الضغط السلمي عليها حتى تضطرها إلى إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية عميقة، فإن عراقاً عربياً قد يُولد من جديد، وسيُغيِّر كثيراً من قواعد اللعبة الإقليمية.