"هيثم المالح" القيادي بـ"الائتلاف الوطني السوري" لـ"العربية نيوز": فقدنا أكثر من مليون شهيد.. روسيا الوحيدة التي تملك إنهاء معاناة السوريين.. نعاني من احتلال إيراني فج

قال"هيثم المالح" القيادى بالائتلاف الوطني السوري – ورئيس اللجنة القانونية به- إن الأوضاع في سوريا أصبحت مأساوية للغاية، بعدما سقط مليون شهيد على الأراضي السورية منذ اندلاع الثورة قبل 5 سنوات، بالإضافة إلى وجود نحو 300 ألف معتقل سورى في سجون بشار الأسد وانسداد آفاق الحل مع انعدام الدور العربي والأوروبى والأمريكي تجاه حل الأزمة.
وأضاف أن روسيا هى صاحبة الدور الوحيد، وهى القادرة على إنهاء معاناة السوريين، لكنها تراهن على نظام بشار الأسد وتعتبر الثورة السورية "ثورة إرهابية".
حول الأوضاع المشتعلة في سوريا، وتطورات الموقف والأوضاع على الأرض جاء هذا الحوار مع "هيثم المالح" وإلى نص اللقاء..
** بداية.. كيف ترى الأوضاع الآن في سوريا وتطورات الموقف الراهن؟
الحقيقة المؤكدة داخل سوريا في هذا التوقيت، أنها تحت احتلال مزدوج – روسي إيراني -، فهناك ما لايقل عن 80 ألف جندى إيراني يحاربون على الأراضى السورية بكافة الأسلحة والمعدات اللازمة لتحركاتهم، كما أن روسيا لديها ما لايقل عن 15 ألف جندي روسى، إضافة إلى قاعدتيين عسكريتيين بسوريا مزودتان بعشرات الطائرات الحربية والبوارج والسفن.
وماهى أبعاد الاستراتيجية الروسية من وراء حشد كل هذه القوات داخلها؟
الاستراتيجية الروسية في سوريا واضحة تمامًا، فهى تراهن على النظام السورى أيا كان الموجود على رأسه.
وكانوا ولا يزالون يراهنون على نظام بشار الأسد أو من يأتي مكانه، ولم يراهنوا على الشعب السوري.
والهدف القضاء على الثورة السورية بأى شكل، للحفاظ على جهازي الجيش والأمن وهو كل ما يهمهم.
فالثورة السورية في نظرهم ثورة إرهابية !! وممثلوها إرهابيين!!
في الوقت نفسه، فالحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع، أن الروس لايتمسكون ببشار الأسد كما يعتقد البعض، ولكنهم حريصون على النظام، الذى يتمثل في قوى الجيش والأمن، بدليل أنهم تحدثوا مع مناف طلاس – نجل وزير الدفاع مصطفى طلاس – كى يتولى المرحلة الانتقالية في حال الوصول إليها.
** ومن يتحمل مسئولية هذه الاوضاع في نظرك؟
كل من الاتحاد الأوروبي والدول العربية، وهما المسئولان عن مأساة ما يجري فى سوريا.
لأن أوروبا ورغم علاقات الجيرة والجوار مع سوريا منذ عشرات السنين، ورغم أن ما يجري فيها يمسها مباشرة، إلا أنها اكتفت بالفتات مما تركته لها الولايات المتحدة الأمريكية سواء من ناحية المساعدات الإنسانية أو المعونات وخلافه.
أما الدول العربية فهي مشتتة إلى حد كبير، ومنقسمة بصورة حاة تجاه ما يجري فى سوريا.
أما الجامعة العربية فليست لديها استراتجية واضحة تجاه ما يجري في سوريا.
وبغض النظر عن مبررات الدول العربية التي لاتزال تساند نظام بشار الأسد، لكن الحقيقة أنه قاتل مجرم، وحافظ هو وأبوه على أمن إسرائيل طيلة العقود الماضية.
كما لم يفتح فمه مؤخرًا عندما أعلنت إسرائيل عن ضم الجولان لها للأبد.
** هل تعتقد أن العرب قدموا ما هو مطلوب منهم تجاه الثورة السورية؟
العرب لم يقدموا ما هو مطلوب منهم لانتصار الثورة السورية، رغم أن بعضهم قدم الكثير من المساعدات الإنسانية، والطبية والغذائية، لكن على صعيد الأوضاع العسكرية فسوريا تقصف من الشمال إلى الجنوب، وروسيا وأمريكا يعملان لصالح أجندة طائفية مقززة بدليل أنه يساندون تحركات حزب العمال الكردستاني برئاسة الإرهابي عبدالله أوجلان المسجون الآن في تركيا، كما يساندون ما يسموه بسوريا الديمقراطية ويدعمان الأكراد برئاسة صالح مسلم.
** البعض يقول إنه يمتنع عن دعم المعارضة السورية لأنها مخترقة.. ما رأيك؟
الحقيقة أنه ليست هناك دولة في سوريا الآن، حتى نقنع أنفسنا بمثل هذه الدعاوى، لكن هناك قوى الأمن والمخابرات، ورغم اعترافنا – نحن قبل اى أحد آخر- بوجود 100 حزب سوري لكنهم لايعبرون إلا عن 5% من السوريين، لكن مع ذلك هناك كيان سياسى معترف به دوليًا، سواء من مجلس الأمن أو من جانب الجامعة العربية وهو الائتلاف الوطنى السوري – الذي يرفع مطالب الثورة السورية- في التحرر.
وبالرغم من صدور أكثر من قرار عن الجامعة العربية بإعطاء الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا في الجامعة العربية، فإن هذا لم يحدث بعدما هددت بعض الدول بالانسحاب من الجامعة العربية إذا حدث ذلك.
فقد استخسروا المقعد فينا رغم سقوط مليون شهيد سوري، ووجود 300 ألف معتقل في السجون السورية، علاوة على وجود آلاف النساء والفتيات يغتصبون على مدار الساعة في سوريا، ومقتل عشرات الآلاف من الأطفال السوريين، وهو مشهد عبثي فالمقعد في نظرهم أغلى من دماء السوريين!!
** وماذا عن التحركات السياسية التى يقوم بها الائتلاف لإنهاء هذه المأساة؟
هناك تحركات كثيرة على مختلف الأصعدة، سواء الدولية أو الإقليمية، وطوال عام 2015 وبصفتي ممثلا للائتلاف الوطني السوري بالجامعة العربية، ورئيسًا للجنة القانونية فيه، فقد تقدمت بنحو 130 صفحة مذكرات لكل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، أكد فيها أحقية الثورة السورية والائتلاف الوطني السوري سياسيًا وقانونيا، في مقعد سوريا داخل الجامعة العربية، والعمل على إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه لم يتحقق شىء.
** كيف ترى دور الولايات المتحدة الأمريكية في الأوضاع داخل سوريا؟
الحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية، لاتملك استراتيجية حقيقية تجاه الوضع في سوريا، وروسيا هى الوحيدة القادرة على إنهاء معاناة السوريين – للأسف- واعتقد أن الحديث الذى جاء على لسان جون كيرى وزير الخارجية الأمريكية مؤخرًا، بأن صبر الولايات المتحدة الأمريكية ينفد تجاه الأوضاع في سوريا ليس أكثر من مزايدة سياسية!
وروسيا صاحبة الكلمة الأولى، بدليا أنها تدخلت 4 مرات واستخدمت حق النقض – الفيتو- في مجلس الأمن لعرقلة أية قرارات مناصرة للشعب السوري.
ومنها قرار بإحالة مجرمى الحرب في سوريا سواء من جانب النظام أو المعارضة – إذا كان بها مجرمون للمحكمة الجنائية الدولية- فقد تدخلت روسيا وأجهضت كل هذا.
كما أنني تحدثت مع السفير الأمريكي خلال محادثات جنيف 2 وانتقدت أمامه الموقف الأمريكي المتخاذل بخصوص سوريا، لكنه رفض قبول هذا الكلام ووعدني بتغييرات جذرية ولكن لم يتحقق شيء على الأرض ولم يحدث شىء!