"المنيا" تحت وطأة "الفتنة" و"الغياب الأمني".. "كريمة" يرفض المجالس العرفية.. والكنيسة تثق في السيسي لحل الأزمة.. وبرلماني: الفقر هو السبب
أعاد حادث مصرع شخص وإصابة 2 آخرين، فى مشاجرة بين مسلمين ومسيحيين؛ بسبب الأطفال بقرية طهنا الجبل
التابعة لمركز المنيا، الفتنة الطائفية التي لا تهدأ بالمحافظة إلى الاذهان مرة
أخرى، ومع عدم جدوى المجالس العرفية، ومشاهد الوحدة الوطنية، غير الكفيلة بمحو الفكر
الطائفي من العقول، وضعت محافظة المنيا ضمن أكثر المحافظات تأثرا بالأفكار
الطائفية، فلماذا المنيا دون غيرها؟ وما أسباب تزايد المشكلات الطائفية بها في
الفترة الأخيرة؟.
"الفقر" سيد
الموقف في المنيا وليس "التعصب"
فى
البداية، يقول شريف نادي، عضو مجلس النواب عن دائرة ملوي، إن السبب الرئيسي لانتشار
الخلافات في المنيا هو الفقر والجهل اللذان تشهدهما المحافظة، وليس التعصب الفكري
والديني، مشيرًا إلى أنه على الحكومة مواجهة الفقر والجهل، والعمل على الحد منهما لإلهاء
المواطنين عن التصرفات الطائفية التي تشهدها قرى ونجوع المنيا.
وقال
"نادي"، لـ"العربية نيوز"، إن محافظة المنيا في حاجة إلى
تنمية اقتصادية قوية، موضحًا أنه عند القضاء على الفقر سنقضي على الطائفية.
وأضاف
النائب البرلماني، أن تلك الأحداث لا تقع على عاتق المحافظ وحده، بل للأمن دور فى
الحد من تلك المشاكل والحالات الإجرامية.
وأشاد
نادي بدور اللواء طارق نصر فى المساهمة فى حل عدد كبير من مشاكل داخل المحافظة،
مشيرًا إلى إنه لا يمكن إنكار بطء سير إجراءات التعامل مع تلك الأحداث، وأن سكان
المنيا ينادون بضرورة استجلاب محافظ لديه القدرة على إحداث تنمية شاملة بالمحافظة.
لا يمكن
تسمية ما يحدث في المنيا إلا بالفتن الطائفية
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن
ما يحدث من اعتداءات على الأقباط في محافظة المنيا ما هو إلا فتنة طائفية، ولا يمكن
تسميتها بغير ذلك، مطالبًا بتطبيق القانون على المعتدين.
وأضاف
"كريمة"، أن الاعتراف بوجود حواجز نفسية بين الأقباط والمسلمين بداية حل
المشكلة، لافتًا إلى أن جوهر الأديان التعايش، كما أن لا يوجد في الإسلام إقصاء
الغير، مشددًا على إنه من الواجب مواجهة تلك الفتن، وإعلاء المشتركات الدينية التي
تشترك فيها الشرائع في المساجد والمدارس والإعلام.
الواقع الاجتماعي سبب
"فتنة المنيا"
قال
الدكتور محمد عبدالعاطي، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن مايحدث في
المنيا من اختلاف بين المسلمين والأقباط، نتيجة التجاور واختلاط بعضهم البعض.
وأضاف
"عبدالعاطي"، أن الواقع الاجتماعي في المنيا وارتفاع عدد الأقباط بها هو
عامل أساسي في حدوث مشاجرات بينهم وبين المسلمين لا على أساس ديني، مؤكدًا أنه ليس
دفاعًا للقول إنه فتنة طائفية بينهم.
وأشار
رئيس قسم الدراسات الإسلامية، إلى أن تدخل وسائل الإعلام والشو الإعلامى على
الأحداث يكون سببًا في انتشار فتنة حقيقة بينهم، موضحًا أن مايحدث مسألة عادية
نتيجة تشارك الحياة، فضلا عن انتشار الجهل والأمية وليس للدين دخل.
وأوضح أنه
إذا زعمنا أنها فتنة، نتيح الفرصة للغرب في التدخل واتخاذها فرصة للتدخل في شئون
مصر لحل الفتنة، لاسيما أن أمريكا تغتنم الفرصة لاحتلال مصر.
ونفى
"عبدالعاطي"، إنه سبب المشاجرات هو تحريض ديني من قبل الشيوخ، مؤكدًا
أنه إذا ثبت إنه يحدث تحريض من قبل أئمة المساجد، يجب على الفور وقفهم عن الخطاب
الديني واتخاذ الإجراء القانوني ضدهم.
وتابع "أن
الذي يقوم بقتل شخص دون ذنب ليس له علاقه بالدين، قائلًا: "الذي يقوم
بقتل قبطي لم يدخل المسجد ولا يعرف الصلاة".
الكنيسة
تثق في قدرة السيسي على احتواء أزمة المنيا
قال
شريف دوس، رئيس هيئة الأقباط العامة، لـ"العربية نيوز"، إن الكنيسة
وقيادتها المتمثلة في شخص البابا، يثقون في الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفي قدرته
على حل أزمة محافظة المنيا.
وأكد
"دوس"، أن الكنيسة قامت بتحريك دعاوى قضائية ضد المعتدين، ولكن لم يتم
توجيه اتهامات لأفراد بعينها؛ لأن الاعتداء يحدث بصورة جماعية، فيتم الإفراج عنهم
دون عقاب، مؤكدًا أن الكنيسة تنتظر تدخل السيسي بشخصه لحل الأزمة.
وأوضح
"رئيس هيئة الأقباط العامة"، أن محافظ المنيا يرفض ما حدث، مشيرًا إلى أن
مازالت ضعيفة أمام الإرهاب بكل صوره.
وشدد
على وجوب تكاتف المصريين ضد العنف والإرهاب، لافتا إلى أن الكنيسة غير مستعدة للرد
على الاعتداءات؛ لأن الدين المسيحي يمنع ذلك، كما قال: "سنكتفي بالصلاة
والصبر"، مشيرًا إلى أن الدولة قدمت مذكرات للبابا فيما يخص قانون بناء
الكنائس، وسيتم قريبًا إقرار قانون بناءها.
جدير
بالذكر أن اللواء رضا طبلية، مدير أمن المنيا، قد تلقي إخطارا بوقوع مشاجرة بين
مسلمين وأقباط بقرية "طهنا الجبل"، التابعة لمركز المنيا، في السادسة من
مساء أمس الأحد، أسفرت عن مقتل وإصابة 4 أقباط.
وبتوجيه
مأمورية أمنية لمحل الواقعة، تبين وقوع مشادة أمام منزل القس متاؤس نجيب حنا، راعي
كنيسة "مارمينا العجايبي" بنفس القرية، عندما تعدى شبان مسلمون بالسباب
على نجل الكاهن أثناء لهوه أمام منزله، وهو تلميذ بالصف الثاني الابتدائي يدعى ميخائيل.