عاجل
الأحد 29 يونيو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

تل الزعتر.. مذبحة عربية لم تروَ حكايتها.. راح ضحيتها 3 آلاف مدني

مذبحة عربية
مذبحة عربية

مخيم تل الزعتر، الذي يقع شرق بيروت بلبنان، أرض شاسعة تقام على أرضها مصانع وشركات، يخيمها الصمت ويطبق على هوائها رهبة الدماء التي أسيلت على هذه البقعة من الأرض، إبان أغسطس 1976، يمر عليها من نجا من هول ما حدث، وهو يسمع صراخ أطفال ونساء وشيوخ من لقوا حتفهم هناك، يأبى مخيم تل الزعتر أن يواري حياة عاشت على أرضه في يوم من الأيام.

الحصار والاعتداء

في أواخر يونيو 1976، هوجم مخيم اللاجئين الفلسطينيين، والذي كان يضم 20 ألف فلسطيني و15 ألف لبناني، من الجيش السوري والقوات المارونية اللبنانية، وميليشية حراس الأرز وميليشيا النمور بزعامة كميل شمعون، ومليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة طوني فرنجية.

حاصروا المخيم 52 يومًا، وفي ليلة تم قطع الماء والكهرباء وإمدادات الطعام، مات منهم من الجوع والمرض من مات، حتى لجؤا الأهالي الناجون من طلب فتوى بأكل جثث الشهداء حتى لا يموتون جوعًا، تعرض أهل المخيم للقصف بمعدل 5500 قذيفة، وبعدها دخل القوات السورية واللبنانية المخيم وارتكبوا أبشع الجرائم، بكرت بطون النساء الحوامل وأبيدت الأطفال واغتصبت النساء وذبحوا الشيوخ والرجال وسلبت الأموال، ولم يكتفوا حتى سوي المخيم أرضًا بالجرافات، حتى يتناسى التاريخ وقوع مجزرة دموية ليست الأولى ولا الأخيرة التي تحدث في حق الشعب الفلسطيني على أرضِ عربية، منعت الحكومة إلى يومنا هذا من تعمير المخيم مرة أخرى، وشُرد الناجون في أراضي لبنان في بعلبك والبقاع، ثم إلى منطقى الدامور. 

ومن ثم هجروا منها مرة أخرى بعد اجتياح الكيان الصهيوني، وانتهى بهم الأمر إلى بناء مخيم من صفائح التنك كما روي، وسموه بمخيم تل الزعتر ويعيش فيه ما يقارب الثلاثة آلاف لاجئ في منطقة لا تتعدى عشرات الأمتار، تل الزعتر هى بداية الحرب الأهلية بلبنان، حيث تم القتل على أساس عرقي، وما كُتب في خانة الديانة في بطاقة الهوية.

وقدر عدد شهداء المخيم بحوالي 3000 غالبيتهم من المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن من أبناء اللاجئين، بخلاف عدد كبير من المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم حتى الآن. 

لكن بعد مرور أربعين عامًا على مذبحة تل الزعتر، طويت صفحات تلك الحرب السوداء، لكن نتائجها لم تمحَ بالكاملن فيوجد آلاف المهجرين والجرحى وذوي الإعاقة ما زالوا إلى اليوم يعانون من تداعياتها.

ماقبل تل الزعتر 

يذكر التأريخ أن قبل هذه المذبحة وقعت مناوشات واعتداءات من جانب القوات اللبنانية والفلسطينية، والتي أدت في نهاية المطاف إلى الاعتداء على مخيمين محصنين هما مخيم كرنتينا والذي راح ضحيته 1500 لاجئ، وتلاه فيما بعد مخيم تل الزعتر.

ياسر عرفات

ذكرت الوقائع أن نساء تل الزعتر الناجيات قذفوا ياسر عرفات بالحجارة، وذلك بعدما ترك المخيم يلفظ أنفاسة الأخيرة دون أن يتدخل لإنقاذهم وذلك ليحقق مكاسب سياسة حسب ما ذكر المؤرخون والكُتاب، ولكن ظلت قوات منظمة التحرير الفلسطينية، تحاول بشتى الطرق إنقاذ ما يمكن إنقاذه في تل الزعتر، ولكن في آخر الأمر أصبح المخيم غير صالح للحياة.