بالفيديو.."سينما الزيتون" متنفس بسطاء "شرق القاهرة".. كيف تحولت من باشاوات فاروق إلى غلق أبوابها في 2008؟..سبب الرواج التجاري بالمنطقة ستحولها الخسارة المادية لـ"برج سكني"

لا ضرر من التطوير، ولا عيب في التغيير، لكن بعض القديم كان متنفسًا للبسطاء والفقراء، يحفظ لهم توازن حياتهم من عمل ومشقة وقليل من الراحة، فهكذا كانت سينما الزيتون أحد علامات الواقع القديم للبسطاء من أهالي مناطق شرق القاهرة من المرج والأميرية وعين شمس وعزبة النخل والمطرية، والذي كان انتقالهم إلى منطقة الزيتون ودخول سينما "فاروق" سابقًا والزيتون لاحقًا، لرخص قيمة تذكرتها، هو المتنفس الذي كان يهربون به من ضغوط العمل والإرهاق، أو حتى لقضاء الأعياد خير قيام، بدخول السينما التي عرفت على مدار قرن كواحدة من ضمن أبرز سينمات مصر مثلها كسينمات ميامي وريفولي ومترو وهيلتون رمسيس بوسط البلد أو حتى سينمات فاتن حمامة بشبرا أو سينما روكسي بمصر الجديدة.
تواجدت كاميرا "العربية نيوز" بمنطقة حدائق الزيتون وتجولت بشارع نصوح أحد أبرز شوارع تلك المنطقة كسوق تجاري رائج يبدأ من جسر السويس أمام مصر الجديدة حتى شارع المطرية، والذي فيه تقع سينما الزيتون أمام محطة مترو الأنفاق "حدائق الزيتون". وبسؤال المواطنين عن سينما وذكرياتهم معها وما المقرر لهذه السينما ولماذا أغلقت، فكان هذا التقرير:.
سينما "التاريخ"
تحدث عم أمين صاحب كشك بقالة بشارع نصوح أو شارع سينما الزيتون كما يعرف، فأخبرنا بأنه أحد الذين أفنوا شبابهم بهذه السينما منذ جاء الي الزيتون بستينيات القرن الماضي، موضحًا أن فيلم اليتيمتين لفاتن حمامة وفاخر فاخر كان أفضل ما دخله فيها.
وأضاف عم أمين أن هذه السينما شهدت تطورات المجتمعات وتغير طبقاته فتحولت من سينما فاروق للباشوات الى متنفس البسطاء في العقود الأخيرة المنقضية حتى أغلقت أبوابها في 2008م.
الشائعات
ومن جانبه قال أحمد علام بائع أدوات الزينة ومستلزمات أعياد الميلاد إن السينما طالها العديد من الشائعات لا طائل لها كأنها ملجأ لرواد المخدرات والدعارة وأنها أغلقت لمقتل فتاة بها وكلها أمور لا صحة لها، وأن الخسارة المادية هي السبب في ذلك وحسب، موضحًا أن الشارع كان يشهد رواجًا تجاريًا كبيرًا بسبب زبون هذه السينما التي هدأ الشارع جدا وتوقف رواجه منذ أغلقت أبوابها، وأن حادث مقتل الفتاة بالثمانينيات لم يؤثر وقتها على السينما ولكنه تحول لأحد الشائعات بالعصر الحديث.
الحركة التجارية
وأوضح الحاج محمود علام الكبابجي أن محله عاش أفضل فتراته وقت عمل السينما الذي ارتبط زبونها بمحله كجزء من قضاء اليوم مؤكدًا أسفه الشديد لإغلاقها بسبب الخسارة المادية الذي استنكر أن تصل إلى السينما التي أغلقت شوارع الزيتون كلها وقت عرض فيلم " اسماعيلية رايح جاي" بأواخر التسعينيات.
وأضاف علام أنه من المنتظر هدم السينما الفترة المقبلة وبناء برج سكني كبير على مساحة السينما التي تتجاوز الـ 600 متر مربع.