عاجل
الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

كاتب بريطاني: على "أوباما" إعادة النظر بشأن اتفاقه "التاريخي" مع إيران

 أوباما
"أوباما"

قال كون كوجلين محرر الدفاع في صحيفة التلجراف، إنه من السهل الجزم بأن الفريق الإيراني خرج منتصراً من جولات التفاوض التي طالت حول البرنامج النووي لبلاده، داعياً الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إعادة النظر بشأن اتفاقه "التاريخي" مع إيران.
وأضاف كوجلين - في تحليل إخباري نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني - أن الإيرانيين طالما كان معروفاً عنهم المراوغة عند التفاوض، غير أن نتيجة سباق المحادثات الطويل الذي اختتم أعماله في فيينا وسط جلبة من تبادل التهاني فاقت حتى أقصى توقعاتهم.
ونوه كوجلين عن دخول طهران تلك المحادثات، يتملكها اليأس من تفادي آثار العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب بديلاً عن الإغلاق الصريح لأنشطتها النووية، ومنها بناء منشأة محصنة تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم في منطقة "نطنز" كانت المعارضة الإيرانية كشفت عن وجودها عام 2003، وأخرى أنشئت في جبل بمنطقة "فوردو" كشفت الاستخبارات البريطانية عن وجودها عام 2009.
وتابع الكاتب أن هوس إيران باكتساب القدرة على تخصيب اليورانيوم لمستويات تتعدى المستوى المطلوب للتطبيقات المدنية والتجارية، جنباً إلى جنب مع انهماكها في تصنيع صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية، دفع الاستخبارات الغربية إلى استنتاج أن طهران تطور برنامجاً سرياً لصناعة أسلحة نووية.
وقال كوجلين إن أحد الأهداف الرئيسية من محادثات فيينا، التي هي جزء من عملية دبلوماسية بدأت أولى خطواتها قبل أكثر من عشر سنوات، كان الوقوف على حقيقة ما تتعمد طهران التعتيم عليه، لقد أراد المسؤولون الغربيون معرفة ما إذا كانت ثاني أكبر دولة تملك احتياطي نفط في العالم، جادة في تطوير صناعة وطنية لسلاح نووي، أم أن الأمر أبعد من ذلك.
وأضاف "ولكن هنا تكمن مهارة المفاوض الإيراني؛ فعلى الرغم من انقضاء أعوام من النشاط الدبلوماسي المكثف من جانب المجموعة السداسية فلا نزال نجهل حقيقة الأمر تماما .. وقد ضاعت سدى كافة محاولات الحصول على تفسيرات من إيران حول التناقضات الصارخة التي ظهرت على مرّ السنين في تصريحاتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بدعاوى الإيرانيين أن طلبات استيضاح الدبلوماسيين الغربيين تتضمن إهانة وعدم احترام".
وأردف الكاتب "كان الرد المناسب من جانب البيت الأبيض على رفض إيران التعاون يتعين أن يكون الإبقاء على العقوبات على حالها حتى يُظهر النظام الحاكم رغبة صادقة في الاعتراف.. كان هذا هو الاتجاه الذي ساد في واشنطن إبان حكم محمود أحمدي نجاد، الذي تسبب توجهه المتحدي في معاناة طهران للمزيد من الصعوبات الاقتصادية".
ومضى كوجلين "ومع كل، فها نحن بعيدا عن محاسبة الإيرانيين على خداعهم، في موقف شاذ: حيث يجتمع قادة من مختلف دول العالم يحتفلون بإبرام اتفاق يتركنا متعامين عن الوقوف على نوايا إيران النووية الحقيقية..علاوة على ذلك، فإن اتفاق فيينا هذا يُبقي على إيران قدراتها اللازمة التي يمكن استخدامها لتصنيع أسلحة نووية، مثل تطوير المزيد من الطرائق المتقدمة لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى الأسلحة ، إضافة إلى الاستمرار في تطوير العمل على برامجها الخاصة بالصواريخ الباليستية".
وتابع كوجلين"يمكن لإيران الآن التطلع إلى رفع العقوبات وكذلك فكّ تجميد أصولها المصرفية عالميا، فيما يقدر بحوالي 150 مليار دولار أمريكي .. ومن ثمّ لا عجب إذن أن يحتفل المتفاوضون الإيرانيون باتفاقهم التاريخي".
وأضاف"السبب الرئيسي وراء خلوصنا إلى هذا الأسف على ذاك الاتفاق، هو أنه بدلاً من الإبقاء على الضغط الاقتصادي على إيران لحين ضمان التعاون المناسب، أظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه أكثر حرصاً على تتويج ملف سياسته الخارجية بتوقيع اتفاق تاريخيّ بغض النظرعما يمكن أن يكتنف ذلك من تنازلات، وربما أقنع أوباما نفسه أن هذا الاتفاق كفيل بقطع كافة الطرق أمام إيران للحصول على أسلحة نووية، لكن هذه ليست بكل تأكيد وجهة نظر من لديهم معرفة أكثر قرباً بأساليب النظام الإيراني المراوغ ، لا سيما دول الخليج التي بدلا من أن تطمئن أن طموحات إيران النووية قد أحبطت، فإنها ستترقب بقلق عودة إيران وقد استعادت كامل نشاطها، بعد أن أزيحت الأحمال الاقتصادية عن كاهلها، باحثة عن فرص جديدة للهيمنة على منافسيها في الخليج".
واختتم كوجلين قائلاً "في ظل تحذيرات من دول خليجية بأنها قد تحوز أسلحة نووية للدفاع عن نفسها ضد أي أعمال عدائية من إيران، فإن أوباما يحتاج إلى إعادة النظر في الأمر إذا ما كان يظن حقاَ أن اتفاقه التاريخي كفيل بأن يجلب السلام إلى المنطقة".