"عبد الله بن سلام".. المشهود له بالجنة

تنظم الطرق الصوفية ومحبي آل البيت عليهم السلام بمولد الإمام الحبر الصحابي الجليل المبشر بالجنة العارف بالله عبد الله بن سلام، الخميس المقبل، الكائن ضريحه المبارك بكفر الأمير عبد الله بن سلام، مركز تمي الأمديد، محافظة الدقهلية.
عبد الله بن سلام بن الحارث "أبو يوسف الإسرائيلي" وهو صحابي جليل وكنيته "أبو يوسف"، من ذُرِّيـة النبي يوسف من بني إسرائيل، وهو من أعلم الأمة ومن بعد وفاته بدأت الطرق الصوفية في الاحتفال بمولده كل عام في شهر أغسطس، بالضريح الخاص به الكائن في كفر الأمير عبد الله بن سلام، مركز تمي الأمديد، محافظة الدقهلية.
كان الصحابي الجليل عبد الله بن سلام ممن أسلم مبكرًا، فبدأت قصته مع قدوم النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة، فلما سمِع بقدوم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وعَرَفَ أنّ الناس تجمعوا لاستقباله انطلق معهم، وهو يحمل الثمر الذي كان يقطفه في أرضه.
فلما نظر إليه عرف أن وجهه ليس بوجه كذاب، ولنَدَع عبد الله بن سلام يروي قصّة لقائه بالنّبي كما في الحديث الذي رواه الترمذي: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، وَقِيلَ:قد قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، ثَلاثًا، فجِئْتُ في النَّاسِ لأَنْظرَ، فلمَّا تَبيَّنْتُ وجْههُ عرَفتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فكان أوَّلُ شيْءٍ سمعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ"، فدنوت منه وشهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسول الله، فالتفتَ النبي عليه الصلاة والسلام وقال: "ما اسمك؟" فقلتُ: الحصين بن سلام، فقال عليه الصلاة والسلام: "بل عبد الله بن سلام"، قلت: نعم، عبد الله بن سلام، والذي بعثك بالحق ما أُحبُّ أنّ لي اسماً آخر بعد اليوم.
وردت أحاديث كثيرة تدل على أنه من المبشرين بالجنة وكان من أبرز هذه الأحاديث، قال عنه الذهبى في السير: "الإمام الحَبْر، المشهود له بالجنة، حليف الأنصار، من خواصِّ أصحاب النبي"، وعن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في ابن سلام، وثعلبه بن سعية ، وأسد بن عبيد "لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ" سورة أل عمران.
وفى حديث آخر يثبت أنه ممن يؤتون أجورهم مرتين؛ لقول الرسول: "ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيِّه وآمن بمحمد، والعبد المملوك إذا أدَّى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أَمَةٌ يطؤها، فأدَّبـها فأحسن تأديبها، وعلَّمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها؛ فله أجران".
ولزم عبدالله بن سلام المدينة المنورة، يعظ ويفتي ويشرح أمور الدين حتى تقدم به العمر، وتوفي سنة 43ه وقارب السبعين من عمره،ودفن في المدينة المنورة، ويقال أنه دفن في غوطة دمشق الشرقية ببلدة تدعى سقبا وبني عند قبره مسجد يحمل اسمه.