عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الأمين العام للأمم المتحدة يقرع أجراس الإنذار.. "غوتيريش": منظومة الحوكمة العالمية تعاني وأزمة كوفيد أكبر دليل.. و تعددية الأطراف بإمكانها إخماد الحريق

نيوز 24

قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن العالم يمر بلحظة فارقة في العلاقات الدولية، معتبرًا أن عملية صنع القرار العالمية قد اعتراها الجمود، لافتًا إلى أن هناك ثمة تناقض جوهري في هذا الجمود.

جاء ذلك في مقاله للأمين العام، وزعها مكتب الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة على الصحف ووسائل الإعلام الأخرى.

وأضاف "غوتيريش" أن العديد من زعماء العالم يدركون أن ما نواجهه اليوم من تهديدات مشتركة مثل جائحة كوفيد - 19، المناخ، وتطوير التكنولوجيات الجديدة، يجري بلا ضوابط، كما أضاف بأن الزعماء وإن كانوا متفقون على ضرورة التحرك لمواجهة هذه التهديدات، إلا أن هذا الاتفاق لا يقابله عمل مشترك.

وأوضح أن حالة غياب العمل المشترك تتضح من خلال الانقسامات التي تزداد عمقًا، وهذا يظهر في التوزيع غير العادل والمتكافئ للقاحات، وكذلك في النظام الاقتصادي العالمي الذي يظلم الفقر، وفي الاستجابة غير الكافي لأزمة المناخ، وأيضًا في مشهد التكنولوجيات الرقمية والمنصات الإعلامية الذي يسوده التربح من الانقسام، وبالإضافة إلى الاضطرابات والنزاعات المتنامية حول العالم.

القدرة على التشخيص وعدم القدرة على العلاج:

تساءل أنطونيو غوتيريش على أن العالم ما دام متفقًا على تشخيص هذه المشاكل المشتركة، فلماذا لا يقدر على علاجها بفعالية؟

واستكمل الأمين العام مجيبًا على تساؤله السابق، أنه يرى سببين لذلك:

الأول: أن السياسة الخارجية غالبًا ما تصبح محض انعكاس للسياسة الداخلية. مشددًا على أن السياسة الدولية يمكن أن تصبح أسيرة للسياسة المحلية، حيث تطغى المصالح الوطنية بسهولة على المصلحة العالمية الأكبر، معتبرًا أن ذلك دافعًا غريزيًا يفهمه باعتباره رئيس سابقًا للوزراء، وإن كان يعده في بعض الحالات يعد خاطئًا في الحالات التي يصب فيها التضامن في مصلحة البلد نفسه، ومتخذًا من اللقاحات مثالًا على ذلك.


والثاني: أن العديد من المؤسسات أو الأطر العالمية باتت اليوم غير قادرة على قادرة على مواكبة العصر، أو اعتراها الضعف، بينما تشكل الانقسامات الجيوسياسية حجر عثرة أمام إجراء الإصلاحات اللازمة. وفي هذا الصدد اتخذ مثالُا من منظمة الصحة العالمية التي تتمتع بسلطة مرجعية، ورغم ذلك لم تتمكن من عمل التنسيق اللازم للتصدي للجوائح العالمية. وأضاف أيضًا في هذا السياق، أن منظومة الحوكمة العالمية تخفق في تأدية دورها في ذات اللحظة التي ينبغي أن يصطف فيها العالم أجمع لحل المشاكل العالمية.

وتابع "غوتيريش": يجب أن نعمل معا، من منطلق الحرص على المصلحة الذاتية على المستويين الوطني والعالمي، لحماية المنافع العامة العالمية الحيوية التي تدعم رفاه البشرية، كالصحة العامة والمناخ الصالح للعيش. ويجب القيام بهذه الإصلاحات إذا ما أردنا بلوغ تطلعاتنا المشتركة لتحقيق أهدافنا العالمية الجماعية المتمثلة في السلام والتنمية المستدامة وضمان تمتّع الناس جميعا بحقوق الإنسان والكرامة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أيضًا: "هذه مهمّة صعبة ومركّبة يجب أن تراعى فيها اعتبارات السيادة الوطنية. ولكن عدم التحرّك على الإطلاق ليس بالخيار المقبول. فالعالم بحاجة ماسة إلى آليات دولية أكثر فعالية وديمقراطية تكون قادرة على حل مشاكل الناس".

مشاكل البشر من صنع البشر:

بخلاف ما سبق، أكد أيضًا في مقالته على أن المشاكل التي صنعها البشر، يمكن أن يحلها البشر، مشيرًا إلى أنه أصدر في شهر سبتمبر الماضي تقريرًا عن هذه القضايا، معتبرًا أن الخطة المشتركة تعد بمثابة نقطة انطلاق، لافتًا إلى أن هذه الخطة تعد خارطة طريق لتوحيد قوى العالم في مواجهة هذه التحديات التي تعترض الحوكمة، ولإعادة تنشيط مبدأ تعددية الأطراف في القرن الحادي والعشرين.

كما أكد كذلك على أنه وفي مواجهة تنامي التهديدات المترابطة والمعاناة الإنسانية الهائلة والمخاطر المشتركة، يقع على عاتقنا واجب يملي علينا إعلاء أصواتنا والتحرك لإخماد الحريق.