عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

كلمة رئيس إذاعات وتليفزيونات التعاون الإسلامي بمؤتمر "اللغة العربية في المنظمات الدولية"

نيوز 24

عمرو الليثي : إننا بصدد معركة حقيقية، تبدو في ظاهرها دفاعا عن اللغة العربية، ولكنها في عمقها وجوهرها دفاعا عن الهوية والانتماء

عمرو الليثي : الإعلام كان و مازال من اهم وسائل تكوين الهوية الثقافية اللغوية

عمرو الليثي : النهوض باللغة و الحفاظ عليها ليست مهمة المجامع اللغوية فقط، بل هو قبل كل شيء مهمة الجامعات، الكتاب ، العلماء، الباحثين ورجال الاعلام.

عمرو الليثي : تمسك وسائل الإعلام باحترام الفصحى، وإلزام العاملين فيها بأن يكون استخدامهم للعامية على سبيل الاستثناء، يجب ان يكون ميثاقا حاكما. 

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، انطلقت فعاليات مؤتمر "اللغة العربية في المنظمات الدولية" بالعاصمة السعودية الرياض ، وبدعوة كريمة من معالى وزير الثقافة السعودى الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان ال سعود ، بدأت فعاليات المؤتمر بمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالمملكة العربية السعودية، يومي السادس والسابع من ديسمبر الجاري .

والقي الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد اذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي كلمته، واعرب عن شكره لدعوته مصاحبا لهذه الباقة المميزة من عاشقي و محبي لغتنا ، لاحل ضيفا علي تلك الندوة احتفالا بيوم اللغة العربية ..

وتابع الليثي ان التقليد الذي تنتهجه المنظمة الدولية في الاحتفال ببعض المناسبات في صورة أيام دولية ،،،ما هو الا فرصة للجهات الفاعلة لتنظيم الأنشطة المتعلقة بالموضوع أو الشعار السنوي للمناسبة. وتمثل تلك الأيام الدولية نقطة انطلاق لبدء جهود التثقيف والتوعية علي المستوي التعليمي و المجتمعي

واشار الليثي ان لغتنا العربية .. سيدة لغات الأرض ، و قد تكون من اكثر اللغات العالمية تحدثا : اذ يربو الناطقون بها علي ال٤٢٠ مليون نسمة ، كما ورد باحصائيات اليونسكو.،إضافة الي متحدثيها كلغة ثانية ( من منسوبي الدول الإسلامية ) حيث يقاربوا هذا العدد أيضا . وان لغتنا الجميلة ، لا تُجاريها لغةٌ أخرى في الدقة والروعة ، ويكفيها شرفاً أنها لغة القرآن الكريم… 

واردف الليثي بان للاعلام كان و مازال من اهم وسائل تكوين الهوية الثقافية اللغوية ، و نعده حاليا سلاحا ذا حدين ؛ فاذا كانت لغته بالمستوي المطلوب أداءا وأسلوبا ، اصبح مدرسة لتعليم اللغة ، اما اذا ضعفت لغته ، ساقت قدرات المجتمع اللغوية الي الوهن و فقدان الرصانة .

وتشهد اللغة الإعلامية بعض التراجع في شحذ اللغة الرصينة ، مبتعدة عن القواعد الصحيحة لتستبدلها باللهجة المحلية ، وتلك التراجع حدث نتيجة لتطور وساءل الاعلام بمجالاته المختلفة ، خاصة الاعلام المرئي؛ إضافة الي ما ساقت لنا العولمة من انفتاح علي اللغات الأخرى و هيمنتها علي عربيتنا .. فظهرت شبكات الاتصال والتواصل الاجتماعي التي نشرتها الشبكة العنكبوتية ، و جذبت فئات المجتمع قاطبة ، واضحي استخدام اللغات و اللهجات الأخرى من سمات العصرية و الرقي.. و برز الحفاظ علي اللغة و الهويه ادعي من ذي قبل.

واضاف الليثي إننا بصدد معركة حقيقية، تبدو في ظاهرها دفاعا عن اللغة العربية، ولكنها في عمقها وجوهرها دفاعا عن الهوية والانتماء، في مواجهة رياح الاندثار. وتظل نخب الاكاديميين و الإعلاميين المثقفين العرب هم الطليعة في هذه المعركة.

اذن ، فالنهوض باللغة و الحفاظ عليها ليست مهمة المجامع اللغوية فقط، بل هو قبل كل شيء مهمة الجامعات، الكتاب ، العلماء، الباحثين ورجال الاعلام.

اذن ، فما هو دور الاعلام في الحفاظ علي اللغة ؟ اؤكد القول ان الصحافة لعبت، و مازالت ، دورا محوريا في الحفاظ علي اللغة من خلال نشر ( اللغة الصحفية ) و هي مستوي لغوي صحيح ، سهل و موجه ، مفهوم من العامة ، انه اقرب ما يكون الي اللغة الرصينة،، تبعها في ذلك الإذاعات المسموعة ، التي انتجت أيضا و لاتزال ، لغة مفهومة ( فصحي العصر ) اقرب ما تكون الي الصحيحة .

لكن مع متابعة الوسائل الأخرى سواء المرئية اوالتكنولوجية الحديثة ، فان دورها يعتبر مغايرا و معاكسا تماما للصحافة ، لكون تلك الوسائل اقرب الي تشجيع اللهجات و الترويج لها علي حساب فصاحتها .. فيميل المتلقي الي المشاهدة و المتابعة المقدمة اليه من خلال لغة و لهجة عامية ..حيث اضحت تغريدات ( تويتر ) و منشورات ( فيس بوك ) اقرب و اكثر شيوعا في استخدام حروف و علامات مدمجة في اللغة الام ، طامسة للعربية لتظهر مسخا ، نخشي من انتشاره .

خلال مسيرة إعلامية ناهزت الربع قرن ، اكاد ان اجزم بان اللغة العربية، و خاصة اللغة الإعلامية الصحيحة ، طيعة هينة قادرة علي توصيل الأفكار ، لكنه دورنا .. يتعين علينا اذن تحديد التحديات و مواجهتها.. فاحترامنا لهجاتنا العامية لا يجب ان يكون علي حساب لغتنا الفصحي …

في رايي هذه التحديات الأربع التي تواجهنا :

١-شيوع الأخطاء النحوية في العربية الفصحى المستخدمة،.

٢-شيوع الكتابة بالعامية في المواد الدعائية والإعلانات، وفي تقديم البرامج التلفزيونية والإذاعية.

٣-شيوع استخدام المفردات الأعجمية في ثنايا الخطاب الموجه إلى الملتقى العربي.

٤- قصور برامج التدريب اللغوي للإعلاميين و عدم جدية الاخذ بالاجادة اللغوية كمعيار للعمل الإعلامي .

لكي يستقيم حال اللغة العربية في وسائل إعلامنا، لا يزال بأيدينا الكثير الذي يمكن أن نفعله دفاعا عن الفصحى العصرية

ما أسهل أن تعالج الأخطاء النحوية في المواد الإعلامية التي تنشر أو تبث، عن طريق التدقيق و المراجعة اللغوية من المتخصصين

و ما أسهل أن تتخذ الصحف موقفا حازما من نشر الإعلانات بالعامية أو بالمفردات الأعجمية.

في الوقت ذاته ، فإن تمسك وسائل الإعلام باحترام الفصحى، وإلزام العاملين فيها بأن يكون استخدامهم للعامية على سبيل الاستثناء، يجب ان يكون ميثاقا حاكما. 

و أخيرا و لكنه الأهم ، استخدام طرق التدريس الحديثة المبتكره في تعليم قواعد العربية للإعلاميين ، جعل المستوي اللغوي معيار تدقيق أساسي في اختيار العالمين في هذا المجال الحيوي .

أن تمسك الإعلاميين و الاكاديمييين بموقع الريادة والتوجيه في قيادة المجتمع نحو الأرشد والأفضل اختيار ليس صعبا، ولا بديل عنه في الحفاظ علي اللغة و الهوية في الظروف الراهنة .وليس هناك من شك في أن هذا الجهد الإعلامي يمكن أن يحقق هدفه على نحو أفضل، وفي وقت أقصر، لو توافرت الإرادة الحقيقية المخلصة الرامية الى احترام اللغة و تقديسها .

ووجه الدكتور عمرو الليثي في الختام ، الشكر لاستضافتي في هذه الندوة الهامة ، و اتمني من الله ان يحفظ لغتنا و ان أكون في عملي قادرا علي تفعيل ما طرحت من أفكار.