عاجل
الثلاثاء 26 أغسطس 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

ذوق الشعب المصري مصاب بالانفصام.. ينتقدون أفلام السبكي.. يرقصون على أغاني المهرجانات.. ويتناولون المخدرات رغم تفانيهم في التحذير من مخاطرها

محمد السبكى
محمد السبكى

حالة من التناقض يشهدها المجتمع المصري؛ فبينما يعلن الكثير رفضه للموجة الشعبية السائدة الآن، نجد الأغاني الشعبية أو ما يطلق عليه "المهرجانات" هي الأكثر رواجًا بين صفوف الشباب وفي سيارات النقل والتاكسي و"التوك توك" والأفراح، ويكتظ شباك تذاكر أفلام السبكي، خاصة فى فترة الإجازات والأعياد، مما يدفعه لبذل مزيد من الجهد لاقتناص كل طفرة شعبية جديدة في المجتمع، كما حدث مع "أولاد سليم اللبانين"، هذا ومن لا يرغب في المشاهدة، فإنه يرغب بالتسلية وبالنهاية، فالمسألة مسألة عرض وطلب.

جدل السبكي

"راقصة وبلطجي وتاجر مخدرات". وإذا سألنا السبكي جدلاً، فالرد لا يحتاج لتفكير طويل، فكما صرح مسبقًا أنه يعكس المجتمع المصري في أفلامه، فهل المجتمع المصري انحصر بتلك الفئات الثلاث دون غيرها؟

"بلاها أفلام السبكي" التي تغير اسمها إلى "بلاها فن هابط"، حملة جديدة لمحاربة أفلام السبكي والفنون الهابطة، يقول شعبان عمر، أحد منسقيها، إن الهدف من الحملة الحفاظ على الشباب المصري، الحملة ليست التجربة الأولى من نوعها، ولكن هل نستطيع محاربة هذه النوعية التى لا يجب تصنيفها بأى حال من الأحوال على أنها "فن"؟، هل تفلح الشعارات في مواجهة موجة شباك التذاكر؟ أم أن المجتمع الذى أصبح بالفعل مدمنا على هذه النوعية من الأفلام والأغاني يحتاج إلي رقابة تكبح جماح رغبته في المتعة والتسلية وحب الاستطلاع، "العربية نيوز" استطلعت رأي الشباب عن الحملة ومدى جدواها.

مقاطعة الأفلام

تقول هدير محمود، إنها قاطعت الأفلام المصرية منذ فيلم "الريس عمر حرب" عندما رأت ما وصلت إليه السينما المصرية؛ حيث بدأت تعكس كل ما هو سيئ في المجتمع، خاصة فيما يتصل بنظرة المجتمع للمرأة بنمط واحد على أنها راقصة أو عاهرة فقط ، كذلك البلطجة ومعظم الأفلام تسير على هذا المنوال، وكأن المجتمع بأسره كذلك.

خطوة إيجابية
أما عمرو سليم، يرى أن الحملة خطوة إيجابية، لكنها لن تغير شيئًا؛ لأن الموضوع يتصل بثقافة المجتمع المصري ويضرب مثالا، إنه في حالة عرض محتوى ذي فكر راقٍ بجانب تلك الأفلام في سينما واحدة، فسيكون شباك التذاكر في صالح تلك الأفلام التي لا يشاهدها، ولا يرى بها أى رسالة ، فقط مجرم وبلطجي وراقصة؛ لذا تحتاج الحملة إلى مساعدة من الرقابة فتمنع وجود مثل هذه النوعية من الأفلام، لأن الجمهور مدمن عليها ويذهب إليها طالما تواجدت بدور العرض.

الأفلام الهابطة

وتذكر يارا علي، أن الأفلام الهابطة لم تعد تحتاج لشاشة عرض فأصبحت مشاهد واقعية ترى يوميًا في الشارع؛ فهناك من يسب الدين ومن يقوم بمعاكسة الفتيات ليتحول الأمر الى تطبيق لهذه الأفلام على أرض الواقع بدون تفكير، ففكرة الدناءة في هذه الأفلام سيطرت على عقول الشباب بشكل لا يصدق، فأصبحت عقولهم فارغة.

وتضيف "يارا" أن تلك الافلام أيضًا أصبحت الثقافة المنتشرة في الأفراح، وتذكر أنها تخجل من وصفها بثقافة الأغاني الشعبية أو الهابطة والتي لو ركزت في معناها تشعر بالإغماء، ويرددها الشباب دونما تفكير في معناها.

أما بالنسبة للأفلام، فتتفق "يارا" مع "عمرو" على أنها أصبحت نوعًا من الإدمان؛ لذا فالمدمن لا يتم علاجه من خلال شعار أو صورة رئة مشوهة على علبة سجائر، فالتوعية هامة لكن نتائجها قليلة، لذا يجب أن يتوفر محتوى بديل منافس يجذب المجتمع للفن الراقي، عن طريق فكرة جديدة وراقية ومشوقة ،وتقترح أن تستمر الحملة بشكل أقوى وأنضج بتقديم فكرة بديلة جديدة كالفديوهات القصيرة على سبيل المثال.

نوع من التسلية
ويشير محمود راشد، إلى أنه يذهب لتلك الأفلام أحيانًا مع أصدقائه للتسلية وكنوع من أنواع الفضول لا لاكتساب خبرة، ويرى أن ما يشاهده الشباب فى هذه الأفلام يقومون بتقليده، وإن كل الافلام الآن تسير على نمط موحد؛ فإما أن يكون هناك من يغني أو من يرقص أو من يقوم باستخدام الألفاظ الخارجة، وكل ذلك يؤثر على الشباب، ويتفق مع عمرو، في أن المحاربة يجب أن تبدأ من الأعلى أي من خلال الرقابة، فتقوم بمنع هذه الأفلام وعرض أفلام راقية.