نعم... الإيجابية عزيزي!!
من الأشياء الجميلة التي تُعد نعمة من الله -عزَّ وجلَّ- على الإنسان هي الإيجابية حيثُ نتمسك بها لنحصل على الخير والنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، والله -عزَّ وجلَّ- حث عليها في كتابه المبين وأمرنا بأن نكون إيجابيين في هذه الحياة، وعندما تنعدم الإيجابية من حياة الإنسان تملأ حياته قسوة شديدة، وكيف لا والإيجابية تُعد ضابط الإيقاع ومحور الارتكاز، وعن طريقها يصبح للحياة معنى وهدف!
وأحيانا يتعجب البعض ويتساءلون عن السبيل لاعتناق مبدأ الإيجابية وتطبيقه في كافة تفاصيل حياتهم اليومية وفي أثناء تفكيرهم أو تصرفهم في أمر ما، وخاصةً في حالات عدم السعادة أو الرضا عن الأحوال التي تحيط بهم.. أو عندما تضيق بهم ظروف الحياة وتصبح صعبةً وقاسيةً، بل ويجدون صعوبةً في تحقيق الإيجابية عندما يكون السلام النفسي سائدًا ولا يوجد ما يؤرقهم.
وأكثرنا يعلم كيف يكون إيجابيًّا في مختلف تفاصيل حياته، ولا يعلم كيف يفعل هذا!
الإيجابية مهارة مثل باقي المهارات التي تُكتسب بالتعلم والتطور المستمر، فالأمر كله يندرج تحت عاملين أساسيين، هما: طريقة التفكير وطريقة التصرف وكلاهما قابل للتغيير والتطوير، أي أن الإيجابية ما هي إلا مزيج من طريقة تفكير الشخص وطريقة تصرفاته التي يسلكها ويسير فيها.
ويقول -تعالى-: "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" إنها آية تحثُّ المؤمن على السلوك الإيجابي في عدم الوهن وعدم الحزن والشعور بالإيجابية.
ويكون الشخص غير سعيد وسلبيًّا في مواقف حياته لأنه يفكر بطريقة عقيمة، على الرغم من أن بوسعه تغييرها، ولا يتطلب الأمر جهدًا كبيرًا لإحداث هذا التغيير، وسوف يحدث التغيير في التصرفات والأفعال والتوقعات والاستجابات المختلفة للإنسان، ما يقوده إلى السعادة والنجاح، وبالتأكيد هذا النجاح له مقومات، وهي أن نركز دائمًا على ما نريده وليس على ما لا نريده، ونحرص دائمًا على الجوانب المضيئة في حياتنا، لأن التركيز عليها سوف يزيد منها بشكل أفضل.