"الحرب العالمية الثالثة" بسوريا.. خبير سياسي: أمريكا تطمع في الشام لامتلائه بالكنوز.. وروسيا تحارب من أجل قواعدها.. محلل عسكري: مصر الكيان السوري لا "بشار"

نورهان الشيخ: سوريا مطمع
الولايات المتحدة بسبب كنوزها
• هدى راغب: أوباما يسعى لشن حرب غير شرعية تعكس إمبريالية القتال
• أبو هشيمة: مصر تدعم
الكيان السوري كنظام وليس كشخص بشار الأسد
دخلت حالة
الصراع في "سوريا" إلى منطقة أكثر اشتعالًا، بعد انضمام الصين إلى روسيا،
في مساندة الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة المسلحة، التي تضم مجموعات منشقة
من الجيش السوري في ما يعرق بـ"الجيش السوري الحر"، إلى جانب بعد
الفصائل الجهادية المصلحة، والتي تساندها أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، حيث
عملت روسيا على إنشاء قواعد عسكرية لها في سوريا، من ناحية أخرى تصاعدت حدة
التوترات بين واشنطن وموسكو حيث اتهمت الأولى روسيا بضرب المعارضة المسلحة على
خلاف ما أعلنته الأخيرة عن ضربها لـ"داعش".
أما في ما
يخص القوى الإقليمية المحيطة، فنجد تدعيمًا قويًا لبشار الأسد من قبل مصر والأردن
والإمارات، في مواجهة تحالف سعودي قطري تركي يرفض بقاء الأسد ضمن أية مبادرة
مستقبلية لحل الصراع المتفاقم في سوريا منذ سنوات.
وأكد عدد
من الخبراء السياسين والعسكرين والاسترتيجيين أن بموجب هذه التطورات الأخيرة ستكون
سوريا بالفعل ساحة لحرب عالمية ثالثة قادمة.

• مؤشرات حرب
تقول الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة،
إن التطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا من حملات عسكرية روسية لمساندة بشار الأسد،
يعد مؤشرات لمقدمة حرب كبيرة في المنطقة العربية، تحاول خلالها كل من روسيا
وأمريكا أن تسيطر على سوريا لدعم نفوذها في المنطقة والسيطرة على البحر المتوسط
ومنطقة الشرق الأوسط، لا سيما وأن روسيا تمتلك قواعد عسكرية كبيرة في سوريا تحاول
حمايتها من خلال حماية نظام بشار الأسد مؤكدًا أن الخاسر الوحيد هي سوريا وشعبها.
القوة الاستراتيجية
وأضافت الشيخ لـ"العربية نيوز"، أن سوريا بلد غنية
بالكنوز فضلًا عن كونها كنز حقيقي واستراتيجي للولايات المتحدة وروسيا وإيران، كما
يعد السيطرة عليها وضع يد على المنطقة العربية، مؤكدة أن من الصعب يكون هناك
مواجهة مباشرة بين المعسكرين الروسي والأمريكي لوجود معاهدة تمنع المواجهة خارج
الحدود، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لن تدخل في حروب قد تجني منها خسائر كما
حدث في فيتنام وغيرها.
إنقسامات متفرقة
واستطردت الشيخ: "ظلت سوريا طيلة الأعوام الماضية تعاني من
إنقسامات متفرقة إثر الحرب الأهلية الطائفية التي اجتاحتها والذي أسفر عنه مصرع
أكثر من 100 ألف سوري وهروب ثلث البلاد تقريبًا إلى دول أخرى".

الجيش الحر
وقالت الدكتورة هدى راغب، أستاذ
الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية،
إن إيران وحزب الله وروسيا يدعمون الرئيس بشار الأسد، بينما يحظى ما وصفتهم
ب"الثوار" أو "الجيش الحر" بدعم من تركيا والقاعدة والجهاديين
الأجانب لدعم صفوف المعارضة المناهضة للنظام السوري، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي
بارك أوباما يحاول تسخير كل الظروف والطرق التي تجعله نسخة مماثلة في القرن الحادي
والعشرين من جوزيف فرانز إمبراطور النمسا الذي سبب عدوانه العسكري المتهور تداعيات
كارثية.
المصالح الأمنية
وأضافت راغب لـ"العربية نيوز"، أن من ضمن أسباب خوض
الحرب هو حماية المصالح الأمنية القومية الحيوية، مشيرة إلى أن وحشية نظام الأسد
وهمجيته ليست محل نقاش لكنه لا يمثل خطرًا على الولايات المتحدة ولم يهددها، مشيرة
إلى أن اوباما يسعى دومًا لشن حرب غير شرعية بلا أساس استراتيجي أو أخلاقي لها
تعكس امبريالية مولعة بالقتال متخفية تحت غطاء التدخل الإنساني.
حزب الله
وقالت راغب، إن "حزب الله" وعد مؤخرًا بمداهمة أهداف
إسرائيلية إذا وجهت الولايات المتحدة الأمريكية هجومًا عسكريًا على سوريا، من
جانبها أعلنت إيران أيضًا تهديداتها بإنها ستقصف تل أبيب بالصورايخ.
وأردفت:
"إن السبب الحقيقي لقيام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالسعي بدفع الولايات
المتحدة في اتجاه هذه الحرب الكارثية، وهو "حفظ ماء وجهه"، حيث إنه في أغسطس 2012 أعلن "خطًا أحمر" في سوريا وهو استخدام الغاز السام"،
وهو ما فعل عكسه بشار الأسد.

الحرب الباردة
وقال اللواء سامح أبو هشيمة، أستاذ العلوم العسكرية بأكاديمة ناصر العسكرية سابقًا،
إن ما يحدث في سوريا جاء في إطار الحرب الباردة أو ما يسمي بحرب الوكالات فى إطار
صراع الدوليتين العظمتين بعد قيام روسيا محل الاتحاد السوفيتي.
وأضاف أبو
هشيمة لـ"العربية نيوز"، النظام العالمي قديمًا كان مقسمًا لقطبين وبعدها
أصبح أحادي القطب، ثم تحول إلى متعدد الأقطاب بعد عودة روسيا الاتحادية، روسيا
يحدها القدرة الاقتصادية في الصراع العالمي ضد الولايات المتحدة وقد تحالفت مع
الصين بموجب "تحالف المصالح".
وتابع:
"ولكي تقوم الولايات المتحدة بتدمير روسيا اقتصاديًا ظلت تبحث عن مصدر آخر
للغاز عن طريق قطر وفي كل الحالات كان ولا بد من المرور على سوريا وفي سبيل ذلك
أصبحت تعادي نظام بشار الأسد".
موقف مصر
وعن موقف مصر فقال أبو هشيمة: "مصر تدعم الكيان السوري
لعدم تقسيمه عسكريًا، كما تسعى بألا تتعرض سوريا للتقسيم الداخلي، مؤكدًا أن مصر
تدعم سوريا كنظام سوري وليس من أجل بشار الأسد في شخصه".
وقال
أبوهشيمة، إن روسيا أعلنت أن لديها استعدادًا لتدشين إصلاحات سياسية داخل سوريا وعمل
حكومة مؤقتة بعد القضاء على الإرهاب وأن يكون بشار الأسد بعيدًا تمامًا عن تشكيل
هذه الحكومة.

رأي مخالف
بينما خالفهم الرأي اللواء
طلعت سويلم، الخبير الاستراتيجي، قائلًا: ما حدث في سوريا مؤخرًا ليس بالضرورة أن يكون مؤشرًا لحرب عالمية ثالثة، مشيرًا إلى
أن روسيا يمكنها محاربة داعش لكن تدخل في صراع عسكري مع أمريكا هو أمر صعب وخطير.
وأضاف
سويلم لـ"العربية نيوز"، تدخل روسيا مع أمريكا عسكريًا يعني دمار العالم
بأسره، كما أكد على الخلافات بين روسيا وأمريكا يمكن حلها بعدة طرق بعيدًا عن
التدخل العسكري.