عاجل
الأحد 04 مايو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

كيف يصبح كبار السن أكثر حكمة عاطفيًا؟

كبار السن
كبار السن

تميل مهاراتنا إلى التحسن مع التقدم في السن واكتساب الخبرة، ومع كل عام جديد نصبح أكثر نسيانًا وأبطأ في الاستجابة وأقل نشاطًا، ولكنَّ هناك استثناءً واحدًا مهمًّا في المجال العاطفي، إذ يتمتع كبار السن بالسلطة المطلقة بمشاعرهم.

وعلى مدى العشرين عامًا الماضية، دأبت سوزان تورك تشارلز، عالمة النفس بجامعة كاليفورنيا، على رصد تقلبات المزاج، والشعور بالرضا، ولحظات التأمل، ونوبات الغضب  والحزن واليأس العرضية لدى الناس من جميع الأعمار، مع اهتمام خاص بكيفية تعاملنا مع المشاعر ومعاناتنا مع التقدم في السن.

وقد وجدت هي وزملاؤها أن كبار السن، في المتوسط، لديهم علاقات اجتماعية أقل ولكنها أكثر إرضاءً، وأنهم يتمتعون برفاهية عاطفية أعلى.

 

ما سر التعقل والحكمة؟

يعتقد بعض علماء الأعصاب أن معالجة المعلومات ببطء مع التقدم في السن تدفعنا للتفكير قبل التصرف، بدلًا من التسرع في رد الفعل.

ونلاحظ مع التقدم في السن انخفاضًا في الكتلة الكلية للفص الجبهي من الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن تنظيم المشاعر، والتفكير المعقد، وسرعة المعالجة.

لكن باحثين، مثل مارا ماثر من جامعة جنوب كاليفورنيا، وجدوا أن كبار السن غالبًا ما يُظهرون نشاطًا أكبر في القشرة الجبهية الأمامية مقارنةً بالشباب عند معالجة المشاعر.

وأظهرت دراسات عديدة أن كبار السن لديهم تحيزٌ إيجابي، حتى دون أن يدركوا ذلك. فموقفهم المعتاد، كما نقول، هو: "لا تهتم بالأمور التافهة".

ونجد أن كبار السن غالبًا ما يتغاضون عن المواقف السلبية التي يمرون بها، وخاصةً مع الأصدقاء والعائلة. لذا، نعتقد أن كبار السن يتفوقون في اختيار معاركهم. فإذا نظرنا إلى كبار السن الذين يعانون تدهورًا إدراكيًّا، نجد أنهم لا يتجهون نحو الإيجابية.

 

هل هناك سن معينة لذروة الرضا العاطفي؟

يعتمد الأمر على الجوانب التي تنظر إليها، لكن ذروة المشاعر الإيجابية والسلبية التي نراها تتراوح بين سن الـ55 والـ70 عامًا.

ثم هناك مقياس "الرضا عن الحياة"، الذي يشمل السعادة والحزن، بالإضافة إلى تقييم إدراكي لكيفية سير الحياة.

لهذا، غالبًا ما نلاحظ انخفاضًا طفيفًا في التقييمات في منتصف العمر، ويكون أدنى مستوى له بين الأشخاص في أوائل الخمسينيات من العمر، ثم يرتفع.