«هحكي عنك».. فيلم لطلاب إعلام عين شمس: يبرز قصص من الوفاء لمرافقي مرض ألزهايمر

في خطوة إنسانية لافتة، أبدع طلاب قسم علوم الاتصال والإعلام بجامعة عين شمس فيلمًا وثائقيًا دراميًا بعنوان «هحكي عنك» كمشروع تخرج للعام الجامعي الحالي 2024 - 2025.
وحسب الطلاب القائمين على العمل، فهذا الفيلم ليس مجرد عمل فني، بل هو نافذة بصرية مؤثرة تُطل بنا على عالم مرافقي مرضى ألزهايمر، أولئك الأبطال الذين يخوضون بصمت معركة يومية شرسة ضد النسيان وتأثيراته الموجعة.
ولقد نجح الفيلم في الغوص عميقًا في تفاصيل حياة هؤلاء المرافقين، مُلتقطًا لحظات الألم والانكسار الإنساني، ولكنه في الوقت ذاته، لم يُغفل بصيص النور المنبعث من الحب الخالص، والصلابة المتجذرة في أعماق صبرهم. من خلال عيون طلابية يملؤها الشغف وإدراك عميق لأهمية رسالتهم، تجسدت أمامنا صور حقيقية لمعنى المقاومة اليومية في وجه مرض قاسٍ ينهش الذاكرة ويُغير الهوية.

رؤية إنسانية عميقة تترجمها لغة فنية راقية
لم يكتفِ الفيلم بسرد وقائع هذا المرض المُنهك، بل تبنى رؤية إنسانية أعمق وأكثر شمولية. لقد ركز على التأثيرات العميقة للزهايمر على الدائرة المحيطة بالمريض، مُظهرًا كيف يمكن للحب والوفاء أن يحولا مسيرة الألم إلى شهادة حية على قوة الروح الإنسانية وقدرتها العجيبة على التحمل. وبين ثنايا مشاهد التعب والإرهاق، استطاعت عدسة الكاميرا أن تلتقط لحظات أمل دافئة، ومشاهد إنسانية مؤثرة تترسخ في الذاكرة، لتُجسد قدرة الإنسان المذهلة على التكيف والاحتواء في أصعب الظروف.

جهد جماعي مُثمر تحت إشراف أكاديمي متميز
هذا الفيلم «هحكي عنك» هو نتاج عمل دؤوب وجهد جماعي مُشترك قام به طلاب الفرقة الرابعة المبدعون: أحمد يوسف، إشراقة محمد، أمل أشرف، جرجس عادي، حبيبة محرز، حنين محمد، رضوى أحمد، ريم محمود، شهد مجدي، ڤيبرونيا نشأت، نادين حسام، يارا أيمن، ياسمين إيهاب، يوسف أيمن، يوسف خالد، يوسف محمد.
وقد حظي هذا العمل بإشراف أكاديمي وإداري دقيق ومُوجه من قامات أكاديمية مُتميزة، وهم:
- أ.د/ حنان كامل – عميدة كلية الآداب
- أ.د/ هبة شاهين – عميدة كلية الإعلام
- أ.د/ محمد إبراهيم – وكيل كلية الآداب لشؤون التعليم والطلاب
- أ.م.د/ مي حمزة – المشرف على قسم الإعلام
- د/ نورهان حبيب
- م.م. هند علي

رسالة فيلم هحكي عنك: صدى إنساني يتجاوز حدود الشاشة
يحمل فيلم «هحكي عنك» بين طياته رسالة إنسانية عميقة تتجاوز حدود العرض السينمائي، فهي دعوة صادقة إلى المجتمع بأسره ليتذكر دائمًا أن خلف كل مريض بالزهايمر توجد قصة حب وكفاح بطولي. كما يُؤكد الفيلم على الأهمية القصوى للدعم النفسي والمجتمعي الذي يحتاجه هؤلاء المرافقون، والذي لا يقل أهمية بحال من الأحوال عن أي علاج طبي يُقدم للمريض نفسه.
بهذا العمل الفني المؤثر، أثبت طلاب جامعة عين شمس أن الكاميرا يمكن أن تكون أداة قوية للوعي والتغيير، وأن الفن يمتلك القدرة على إحداث تأثير حقيقي وملموس حينما ينبض بالصدق والإنسانية.