حل لغز ثوران بركاني هائل حدث قبل 120 مليون سنة في المحيط الهادئ

تمكن علماء الجيولوجيا من حل لغز أحد أكبر الثورات البركانية في تاريخ الأرض، حيث ربطوا بين "البقع الساخنة" في جنوب المحيط الهادئ وهضبة (أونتونغ جافا) وهي أكبر هضبة بركانية على الأرض.
وفي دراسة نُشرت بمجلة Nature تتبع باحثون من جامعة ميريلاند وجامعة هاواي مصدر ثوران بركاني هائل حدث قبل 120 مليون سنة في منطقة تقع في أعماق المحيط الهادئ. وأظهرت الدراسة أن "البقعة الساخنة" تحت الماء أنتجت سلسلة من البراكين تحت البحر في جنوب المحيط الهادئ وهضبة "أونتونغ جافا" الضخمة.
وقالت فال فينلايسون المؤلفة الرئيسية للدراسة: "للمرة الأولى تمكنا من ربط الأنظمة البركانية الأصغر سنا في الجنوب بالأنظمة الأقدم سنا في الغرب. ويقدم هذا الاكتشاف لنا صورة أكثر اكتمالا عن تطور حوض المحيط الهادئ على مدى ملايين السنين".
يذكر أن"البقعة الساخنة" في لويسفيل بجنوب المحيط الهادئ هي منطقة يصعد منها مواد ساخنة وكيميائية مميزة من باطن الأرض.
أما هضبة أونتونغ جافا (عمرها 120 مليون سنة) تقع شمال جزر سليمان، وكانت أجزاء من بقعة لويسفيل قد انغرست تحت الصفائح التكتونية، مما جعل الربط بينها صعبا". بينما كشف تحليل صخور قديمة قرب ساموا عن آثار لمسار بركاني قديم.
أضافت فينلايسون: "بإمكاننا تتبع هذه المسارات البركانية عبر الزمن والمكان. وكلما ابتعدنا عن "البقعة الساخنة" كان العمر أكبر. وهذه الأدلة الجديدة ساعدتنا في تحديث نماذج حركة صفيحة المحيط الهادئ".
ومضت الباحثة فينلايسون قائلة: "اضطررنا لدراسة براكين مغمورة بعمق ضمن مسار آخر طويل الأمد للبقع الساخنة كي نكتشف أدلة جديدة".
فاكتُشف أن بعض الجبال بالقرب من ساموا أقدم بكثير مما كان متوقعا لهذه المنطقة، وأكد تحليل العمر والتركيب الكيميائي للصخور القديمة من المنطقة أن هذه الجبال كانت جزءا من المسار البركاني الأقدم لبقعة لويسفيل.
وتتشكل هذه السلاسل البركانية عندما تتحرك الصفائح التكتونية فوق نقاط ثابتة من المواد المنصهرة في الوشاح الأرضي (البقع الساخنة)، تاركة وراءها سلسلة من البراكين التي يعكس عمرها اتجاه وسرعة حركة الصفائح عبر الزمن الجيولوجي.
ويساعد هذا الاكتشاف في فهم حركة الصفائح التكتونية للمحيط الهادئ ويقدم رؤى جديدة عن تطور قاع المحيط عبر الزمن الجيولوجي، ويوضح آلية تشكل السلاسل البركانية فوق البقع الساخنة