علماء: قد لا تصطدم درب التبانة بمجرة أندروميدا

أجرى علماء الفيزياء الفلكية من مؤسسات أوروبية وأمريكية حسابات للتفاعلات التجاذبية بين درب التبانة وأقرب جار كوني كبير لها، مجرة أندروميدا، على مدى العشرة مليارات سنة القادمة.
وأفاد المكتب اإعلامي لجامعة دورهام البريطانية أن هذه الحسابات دفعت العلماء إلى الشك في أن تقارب المجرات سيؤدي بالضرورة إلى اصطدامها خلال الـ 4.5 مليار سنة القادمة.
ويقول الباحث تيل سافالا من جامعة هلسنكي: "ركز زملاؤنا سابقا على تفاعلات مجرة درب التبانة وسديم أندروميدا ومجرة المثلث، أما نحن فقد أخذنا في الاعتبار سحابة ماجلان الصغيرة في حساباتنا أيضا، على الرغم من صغر كتلتها، التي تعادل حوالي 15 بالمئة من كتلة مجرتنا، إلا أن جاذبيتها تغير مسار درب التبانة بحيث يقلل كثيرا من احتمال اصطدامها بسديم أندروميدا".
ويشير العلماء، إلى أنه بالإضافة إلى العديد من المجرات القزمة، تحيط بمجرة درب التبانة العديد من الأجرام الكبيرة، أكبرها مجرة M31، أو سديم أندروميدا. تقع هذه المجرة على بعد 2.5 مليون سنة ضوئية من درب التبانة، ويفترض أنها تقترب منها. لهذا السبب، يعتقد العديد من علماء الفلك أن سديم أندروميدا سيصطدم بمجرتنا خلال 4.5 مليار سنة القادمة.
وقد حاول علماء الفيزياء الفلكية الأوروبيون والأمريكيون تحسين هذه التوقعات بإنشاء نموذج حاسوبي مفصل للغاية لمجرة درب التبانة ومحيطها المباشر، يصف عملية تطورهما على مدى العشرة مليارات سنة القادمة. وأخذ العلماء في هذه الحسابات في الاعتبار كيفية تأثير أقمارهما، بما في ذلك سحابة ماجلان الصغيرة ومجرة M32، أقرب أقمار سديم أندروميدا، على حركة وتفاعل مجرتي درب التبانة وسديم أندروميدا.
وأظهرت الحسابات التي أجراها الباحثون نتائج غير متوقعة، حيث تبين أن احتمال حدوث اصطدام بين درب التبانة وسديم أندروميدا خلال الخمسة مليارات سنة القادمة لا تتجاوز 2 بالمئة، وحتى خلال عشرة مليارات سنة، لن يتجاوز احتمال حدوث ذلك 50 بالمئة. وهذا يشكك في نتائج التنبؤات السابقة لعلماء الفيزياء الفلكية، التي أكدت حتمية هذا السيناريو الكارثي.
ويقول البروفيسور كارلوس فرنك من جامعة دورهام البريطانية: "نرى في الكون من حولنا، أمثلة عديدة على تصادم واندماج آلاف المجرات الأخرى، مصحوبة بانفجارات من الثقوب السوداء الهائلة. وكنا حتى الآن، نعتقد أن هذا المصير ينتظر درب التبانة، لكننا الآن ندرك أن هناك فرصة كبيرة تسمح لمجرتنا بتفادي هذا المصير المروع".