جدل تقبيل الموتى.. رد لاذع على "طبيب تيك توك"

أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) عدم وجود أدلة على أن جثث الموتى تشكل خطرًا وبائيًا، حتى بعد الكوارث الطبيعية، مشيرة إلى أن معظم مسببات الأمراض لا تبقى حية داخل الجسد لفترة طويلة بعد الوفاة. وأضافت المنظمة أن الجثث لا تمثل خطرًا صحيًا كبيرًا إلا في حالات نادرة مثل الوفيات الناتجة عن الكوليرا أو الحمى النزفية.
من جهته، نفى الدكتور ستيوارت فيشر، طبيب باطني من مدينة نيويورك ويتمتع بخبرة تزيد عن 45 عامًا، صحة المزاعم المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تحذر من تقبيل المتوفين خلال الجنازات. واعتبرها "غير منطقية علميًا"، موضحًا أن الجهاز المناعي في جسم الإنسان قادر على التصدي لأي بكتيريا قد تنتقل من ملامسة جثمان محفوظ بطريقة مهنية. وأضاف: "لو كان ذلك حقيقيًا، لكنا رأينا مئات الحالات المرضية بعد كل جنازة، وهذا لم يحدث قط".
تصريحات فيشر ومنظمة الصحة جاءت ردًا على مقطع فيديو مثير للجدل نشره طبيب مولدوفي يُدعى "فيكتور إيفانوفِك"، ويتابعه أكثر من 1.2 مليون شخص على تيك توك. في الفيديو المعنون بـ"لا تُقبّل الميت أبدًا!"، زعم إيفانوفِك أن البكتيريا الضارة تبدأ بالنمو على جسد الميت بعد تسع ساعات فقط من الوفاة، محذرًا من أن ملامسة تلك البكتيريا قد تؤدي إلى فقدان حاسة الشم ومشاكل في القلب والتنفس.
وبحسب "ديلي ميل" البريطانية، حذّر الطبيب من تقبيل المتوفى، خصوصًا في الصيف أو في غرف غير مكيّفة، ناصحًا بالاكتفاء بتوديع الجثمان في حال كان محفوظًا في مشرحة مبردة.
لكن هذه التحذيرات قوبلت برفض واسع من الأطباء والخبراء، الذين شككوا في مصداقية المعلومات ومصدرها، خاصة وأن المؤهلات الطبية للطبيب إيفانوفِك لم تُوثّق من أي جهة طبية رسمية في أوروبا أو الولايات المتحدة.
كما انتقد كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي الفيديو، مؤكدين أن لحظة وداع المتوفى تمثل قيمة إنسانية وعاطفية لا يمكن التخلي عنها بدافع الخوف غير المبرر.