عاجل
الأحد 10 أغسطس 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

هل يحب الآباء أبناءهم بالتساوي؟ خبراء يكشفون الحقيقة

أرشيفية
أرشيفية

أثار منشور لأحد مستخدمي منصة "Reddit" ضجة كبيرة بعدما كتب الأب بصراحة لافتة أنه يحب جميع أطفاله بالتساوي، لكنه لا "يحب التواجد معهم جميعًا بالدرجة نفسها"، لافتاً إلى أن بعضهم يسبب له الإزعاج أكثر من غيره بسبب اختلاف الطباع والسلوكيات.

المنشور، الذي حصد مئات آلاف التعليقات، انقسمت حوله الآراء بين متفهم ومنتقد، إذ اعتبر البعض أن مشاعر التفضيل أو التوتر تجاه بعض الأبناء أمر طبيعي، بينما حذّر آخرون من انعكاسات هذا الشعور على نفسية الطفل، خاصة إذا شعر بأنه "الأقل تفضيلاً".

ورداً على هذا الجدل، أوضح خبراء في علم النفس أن مشاعر الحب والارتياح أو الإعجاب ليست بالضرورة متطابقة. تقول الدكتورة كاثرين بينكهام، المتخصصة في اضطرابات النوم والقلق، إن "الوالدين بشر، ومن الطبيعي أن يشعروا براحة أو انسجام أكبر مع طفل دون الآخر بناءً على الطباع أو المواقف اليومية، لكن المهم هو أن يظل هذا الشعور داخلياً وألا يترجم إلى سلوك تمييزي".

من جانبه، يشرح الدكتور إريك تشو، أستاذ الطب النفسي في جامعة هارفارد، أن الشعور بالضيق من تصرفات طفل ما لا يعني بالضرورة عدم حبه، مشيراً إلى أن "التمييز بين السلوك والذات أمر جوهري في التربية. يمكن أن لا نحب تصرفات الطفل في وقت معين، لكننا نحب الطفل ذاته دائماً".

وأكد المختصون أهمية إدراك الوالدين لهذه المشاعر والتعامل معها بوعي دون أن تؤثر في عدالة المعاملة بين الأبناء، مشيرين إلى أن الأطفال، خاصة في سنّ مبكرة، لديهم حساسية شديدة تجاه التمييز، ويمكنهم بسهولة ملاحظة الفروق في التفاعل أو الانتباه.

وفي النهاية، يُجمع الخبراء على أن مجرد وعي الأهل بهذه المشاعر ومصارحة الذات بها خطوة إيجابية، لكن الأهم هو الحرص على التوازن والعدل في التربية؛ لأن آثار التفضيل، سواء في الحب أو القبول، قد تدوم طويلاً في نفسية الطفل.