خداع الأطفال بالطعام.. كيف يؤثر على ثقتهم بك وبأنفسهم؟

يواجه الآباء والأمهات تحديًا في جعل أطفالهم يتناولون أطعمة صحية أو جديدة عليهم. ومن القضايا المتزايدة التي يسلط عليها الخبراء الضوء هي ممارسة تُعرف بـ"خداع الأطفال بالطعام"، حيث يقوم الأهل بخداع الأطفال أو إيهامهم حول ما يأكلونه لتحفيزهم على تجربة أطعمة جديدة.
وعلى الرغم من أن هذه الطريقة قد تبدو ذكية وسريعة لجعل الأطفال يتناولون طعامًا متنوعًا، إلا أن الخبراء يحذرون من أن لها عواقب سلبية غير متوقعة، بحسب موقع empoweredeaters.
كيف يؤثر خداع الطفل على شخصيته؟
ويحدث "خداع الأطفال بالطعام" عندما يخفي الوالدان مكونات الطعام أو ينكران حقيقتها، مثل قول إن الطبق يحتوي على دجاج بينما يحتوي في الواقع على لحم، أو إخفاء الخضروات في أطباق مألوفة دون علم الطفل. ورغم أن هذه الطريقة قد تساعد مؤقتًا في تقبل الطعام، إلا أنها قد تسبب ارتباكًا وتقلل من ثقة الطفل بحواسه وغرائزه.
وبحسب الخبراء، فإن الأطفال يثقون بطبيعتهم بوالديهم، لكن عندما يشعرون بتناقض بين ما يُقال لهم وما يتذوقونه، قد يبدأون في الشك في حكمهم الخاص. ومع مرور الوقت، يمكن أن يضر الأمر بثقتهم بأنفسهم، ويؤثر على قدرتهم على الانتباه لإشارات الجوع لديهم، ويؤذي علاقتهم مع الطعام حتى في مراحل متقدمة من حياتهم. والأكثر من ذلك، عندما يدرك الأطفال أنهم تعرضوا للخداع، قد تتأثر ثقتهم بوالديهم بشكل كبير، مما يؤثر على إحساسهم بالأمان بشكل عام.
ينصح الخبراء بالابتعاد عن خداع الأطفال في الطعام، والبدء في إشراكهم في تحضير الطعام، والصدق بشأن المكونات، والاحتفال بروح المغامرة عند تجربة أطعمة جديدة بدلاً من إخفائها. كما يمكن تشجيع الأطفال على استكشاف الطعام من خلال أنشطة حسية ممتعة أو تناول الوجبات معًا لتعزيز حبهم للطعام دون خداع.
وفي النهاية، يدعم بناء ثقة الأطفال بأنفسهم وعلاقتهم الصحية مع الطعام نموهم النفسي والتغذوي، كما أن التواصل الصادق والاحترام لتفضيلات الأطفال يخلق أساسًا لعادات غذائية صحية مدى الحياة وثقة قوية بالنفس.