عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

القيمة بين التقييم والتباهي!

تختلف فكرة قيمة الشخص من فرد إلى آخر.. كثير من الرجال -مثلًا- يرون أن قيمتهم في كمال أجسامهم وبنيتهم من قوة وعضلات وضخامة، ومنهم من يرى أن قيمة الفرد في ما يملكه من ثروات وما يحمله حسابهم البنكي.. وكذا لدى بعض النساء، فمن شروط اختيار الزوجة "مالها"، حتى إن كثيرًا من الشباب جعله شرطًا أساسيًّا.


عادة المجتمعات العربية بشكل عام أن تنظر إلى قيمة المرأة في نشاطها وأعمالها المنزلية من ترتيب وتنظيف وطبخ.. وقد ترى أخرى أن قيمتها في جمالها ورشاقة جسمها.


وبما أن الاختلاف طبيعة قائمة منذ خُلق الإنسان، فلا يمكن أن تجمع الناس على قول أو رأي واحد، لكننا يمكن أن نعدِّل تلك القيم وغيرها، فنضيف إليها لمسة ترسل روحًا في تلك الأفكار وتجعل الجميع محبًّا لما يراه ويحرص على الحفاظ عليه وتحسينه.


ولنأخذ على سبيل المثال المال كقيمة للإنسان، حيث تزيد قيمة الفرد بارتفاع قيمة المال الذي يمتلكه والعكس صحيح.


المال الذي تمتلكه وتتباهى به احرص عليه وأبقه مالًا حلالًا لا يمسه الحرام، ولا تقبل أنت أن يخالطه الحرام بأي شكل حتى وإن كان الربح مضاعفًا بالحرام.
ومن الحلال أن تخرج زكاة مالك وتسعد الغير بمساعدات قد تراها أنت بسيطة لكنها كبيرة في عيون من يحتاجها، وعند الله ثوابك لا يضيع أبدًا.


هكذا يكون مالك فعلًا مصدر تباهٍ لك؛ لأنك تعرف تمامًا أنه من تعبك وجهدك، فطعم الفلوس الحلال بعد التعب أفضل بكثير من الملايين بالحرام، أما العضلات فاجعلها للدفاع عن الحق واحمد الله على نعمة الصحة.


وبناءً على المثال الذي قدمناه عن المال، فلنبنِ على منواله البقية من جمال وغيره من قيمة الإنسان، فيمكن لأي شخص منا أن يسعد نفسه وغيره بما فتح الله به عليه.


وبدلًا من أن يختار المشاحنة والشجار ليفرض على غيره أن الإنسان لا قيمة له دون شيء ما، لماذا لا يعمل بحكمة ويقنعه بالأفعال بأنه محق في ما يراه مع ترك مساحة للغير للتعبير عن رأيه واحترام ما يؤيده الآخر وتقبله، ولا ننسى أن كلًّا يُقاس بميزان يناسبه.


نسأل الله -عز وجل- أن يغنينا من فضله ويديم نعمه علينا.


عبدالعليم مبارك