عاجل
الخميس 11 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

اكتشاف خوذة برونزية يعود تاريخها لعام 241 قبل الميلاد فى صقلية

الاكتشاف
الاكتشاف

كشفت مياه صقلية عن كنز أثرى استثنائى "خوذة برونزية" من طراز مونتيفورتينو، كاملة بواقيات خد سليمة، استُخرجت من موقع  معركة إيجاتيس الحاسمة التى أنهت الحرب البونيقية الأولى عام 241 قبل الميلاد.

عُثر على هذا الاكتشاف الاستثنائي في أغسطس الماضي على يد غواصين من جمعية توثيق المواقع المغمورة (SDSS) قبالة جزر إيجادي في صقلية، وفقا لما نشره " ancient-origins".

تُمثّل هذه الخوذة إحدى أكمل نماذج المعدات العسكرية الرومانية التي استُعيدت على الإطلاق من ساحة المعركة البحرية الشهيرة.

صرح فرانشيسكو باولو سكاربيناتو، مستشار صقلية للتراث الثقافي، بأنها "واحدة من أجمل وأكمل ما استُعيد على الإطلاق"، مؤكدًا أن هذه الاكتشافات تُعزز مكانة صقلية كحارس للتراث المتوسطي الفريد.

تطورت خوذة مونتيفورتينو، من التصاميم السلتية والإتروسكية الإيطالية في القرن الرابع قبل الميلاد، وأصبحت غطاء الرأس العسكري القياسي لروما لقرون.

تميزت هذه الخوذ بأوعية برونزية مستديرة، ومقابض مركزية لتثبيت الريش، وواقيات رقبة واقية، وقد أُنتجت بكميات كبيرة، ويُقدر عدد الخوذات التي صُنعت خلال فترة استخدامها بحوالي 3-4 ملايين خوذة.

ما يجعل هذا الاكتشاف ذا أهمية خاصة هو واقيات الخد السليمة (الباراجانس)، والتي نادرًا ما تُحفظ، تُقدم هذه الصفائح الواقية، المُثبتة عادةً بحلقات على شكل حرف D مُثبتة بمسامير، رؤى قيّمة حول تقنيات التصنيع الرومانية القديمة وأنظمة الحماية العسكرية، يُظهر الحفاظ الاستثنائي للخوذة بعد أكثر من ألفي عام تحت الماء الخصائص الوقائية للبيئة البحرية في صقلية.

تُجسّد عملية الاستعادة أساليب علم الآثار تحت الماء الحديثة،   كشفت فحوصات التصوير المقطعي المحوسب التي أجراها الدكتور جوزيبي بيريكوني في تراباني عن حوالي ثلاثين قطعة أثرية معدنية متآكلة بشدة، بما في ذلك سيوف ورماح ورماح من المعركة البحرية التاريخية، يُمكّن هذا التصوير غير الجراحي الباحثين من تحديد القطع الأثرية دون الإضرار بطبقات الحفظ الدقيقة.

بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على مقبض برونزي كبير من حطام سفينة تعود إلى القرن الخامس الميلادي والمعروفة باسم "حطام بنك الأسماك"، مما يدل على الأهمية التاريخية متعددة الطبقات لقاع البحر والتي تمتد على فترات مختلفة من النشاط البحري في البحر الأبيض المتوسط.

مثلت معركة إيجاتيس، التي دارت رحاها في 10 مارس عام 241 قبل الميلاد، انتصارًا حاسمًا لروما على قرطاج، وأنهت فعليًا الحرب البونيقية الأولى بعد 23 عامًا من الصراع الشرس.

رسخت هذه المعركة البحرية هيمنة الرومان في غرب البحر الأبيض المتوسط، ومهّدت الطريق لقرون من التوسع الإمبراطوري.

يواصل الموقع عرض قطع أثرية، منها 27 مكبسًا بحريًا برونزيًا، و30 خوذة مونتيفورتينو، وأسلحة، وعملات معدنية، مما يُشكّل متحفًا تحت الماء غير مسبوق للحروب البحرية القديمة.