عاجل
الأربعاء 29 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

درب التبانة كما لم نراها من قبل!.. صورة مذهلة تكشف تفاصيل غير مسبوقة لمجرتنا

درب التبانة
درب التبانة

أطلق فريق من علماء الفلك في المركز الدولي لأبحاث علم الفلك الراديوي (ICRAR) صورة مذهلة لدرب التبانة تكشف تفاصيل غير مسبوقة عن مجرتنا.

استغرق التقاط هذه الصورة 18 شهرا وأكثر من 40 ألف ساعة، لتصبح أكبر صورة راديوية ملونة منخفضة التردد لمجرة درب التبانة على الإطلاق. وتُظهر الصورة مشهدا من نصف الكرة الجنوبي، كاشفة إياه عبر نطاق واسع من أطوال الموجات الراديوية، أو ما يعرف بـ"ألوان" الضوء الراديوي.

وتتيح هذه الصورة لعلماء الفلك استكشاف نشأة النجوم وتطورها وموتها داخل مجرتنا، وتقديم رؤى جديدة حول تكوّن النجوم في مناطق مختلفة من المجرة، وكيفية تفاعلها مع الأجرام السماوية الأخرى.

وقامت طالبة الدكتوراه سيلفيا مانتوفانيني بتكوين الصورة باستخدام حواسيب عملاقة عالجت وجمّعت بيانات من مسحين مكثفين أجرهما تلسكوب Murchison Widefield Array في غرب أستراليا.

وتركز الدراسة على الموجات الراديوية لأنها تكشف عن مناطق في الكون لا يستطيع الضوء المرئي إظهارها، مثل مناطق ولادة النجوم وهياكل المجرات.

وتكشف صورة الترددات الراديوية للمجرة تفاصيل أكثر وضوحا وألوانا مقارنة بالصور المأخوذة بالضوء المرئي، إذ تقدم ضعف الدقة وعشرة أضعاف الحساسية، وتغطي ضعف مساحة الصورة الراديوية السابقة الصادرة عام 2019.

ويستفيد العلماء من الصورة في دراسة بقايا المستعرات العظمى، وهي سحب الغاز والطاقة المتوسعة التي تخلّفها انفجارات النجوم في نهاية حياتها، حيث يمكنهم التمييز بين الغاز المحيط بالنجوم الجديدة والغاز الناتج عن النجوم الميتة.

وأوضحت مانتوفانيني: "يمكنك تحديد بقايا النجوم المنفجرة بوضوح، والممثلة بدوائر حمراء كبيرة، بينما تشير المناطق الزرقاء الأصغر إلى حضانات نجمية تتشكل فيها النجوم الجديدة بنشاط".

كما تساعد الصورة في كشف أسرار النجوم النابضة داخل المجرة، من خلال قياس سطوعها عند ترددات GLEAM-X المختلفة، ما يساهم في فهم كيفية انبعاث الموجات الراديوية منها وتحديد مواقعها داخل مجرتنا.

وأكدت الأستاذة المشاركة ناتاشا هيرلي ووكر، الباحثة الرئيسية في مسح GLEAM-X، على أهمية هذه الصورة، معتبرة إياها خطوة كبيرة إلى الأمام في دراسة بنية مجرة درب التبانة، وقالت: "تتيح لنا هذه الصورة منخفضة التردد الكشف عن هياكل فيزيائية فلكية ضخمة يصعب تصويرها على ترددات أعلى، ولم تُنشر من قبل أي صورة راديوية منخفضة التردد للمستوى المجري الجنوبي بأكمله، ما يجعلها إنجازا هاما في علم الفلك".

نشرت الصورة الجديدة في مجلة منشورات الجمعية الفلكية الأسترالية.