للمرة الأولى.. «إقامة دولة فلسطينية» في مقترح أمريكي لمجلس الأمن «هآرتس»: يُمثل دعمًا علنيًا من «ترامب» لـ«خطة السلام»
كشفت صحيفة «هآرتس»، العبرية، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قدم لمجلس الأمن المسودة الثالثة لمشروع القرار الذى قدمته واشنطن، إذ تضمنت تعديلًا إضافيًا أشار للمرة الأولى إلى «تقرير المصير» و«إقامة دولة فلسطينية» تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، شريطة إصلاح السلطة وإعادة تطوير قطاع غزة بنجاح.
ونشرت الصحيفة العبرية ما ورد بنص المسودة الجديدة، التى قُدمت إلى مجلس الأمن، أمس الأول؛ جاء فيها أن واشنطن تدعم إنشاء «مجلس السلام» كهيئة إدارية انتقالية لغزة، برئاسة «ترامب» إلى أن تُنجز السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحى بشكل مُرضٍ، وفق المنصوص عليه فى المقترحات السابقة، بما فى ذلك «خطة السلام».
وأضافت «المسودة» أنه بمجرد أن تُجرى السلطة الفلسطينية الإصلاحات اللازمة وتحرز تقدما على صعيد إعادة تطوير غزة، قد تتهيأ حينها الظروف أخيرًا لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطينى وإقامة الدولة، كما أن الولايات المتحدة ستنظم حوارًا بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسى للتعايش السلمى والمزدهر، منوهة بأن المقترح يدعو إلى انسحاب إسرائيلى قائم على معايير وخطوات، وأطر زمنية مرتبطة بنزع السلاح، غير أنه يشير فى الوقت نفسه إلى استمرار الوجود الأمنى الإسرائيلى داخل القطاع، حتى يتم تأمين غزة بشكل كامل ضد أى تهديد «إرهابى» متجدد.
فى المقابل، اقترحت روسيا مسودة مشروع قرار فى الأمم المتحدة، بشأن خطة إنهاء الحرب فى غزة، مقابل المشروع الأمريكى الذى لقى معارضة «موسكو وبكين»، بهدف تمكين مجلس الأمن من وضع نهج متوازن ومقبول وموحد نحو تحقيق وقف مستدام للأعمال القتالية.
إلى ذلك، كشفت «هآرتس»، فى تقرير آخر، أن اتفاقًا سرياً جرى بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والرئيس «ترامب»؛ يقضى بإعادة إعمار مناطق محددة تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلى بقطاع غزة، تبدأ بمدينة رفح، وبعدها مناطق أخرى شرق القطاع وشماله.
إلى ذلك، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، لـ«المصرى اليوم»، إن الإشارة إلى إقامة دولة فلسطينية جاءت دون الحديث عن إجراءات لتنفيذ ذلك، وتحدث حول إصلاح السلطة، وأن يتم بعد ذلك ترتيبات للوصول إلى تقرير الشعب الفلسطينى مصيره ومن ضمنه قيام دولة فلسطينية، مرجحًا أن تغيير نصوص المقترح الأمريكى ربما نتج عن ضغوط عربية بشكل كبير ودولية لتحسين القرار.
وأوضح الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، لـ«المصرى اليوم»، أن تضمين إقامة دولة فلسطينية قد يكون مغازلة للدول الصديقة والحليفة للولايات المتحدة، والتى اعترفت بدولة فلسطين.
وتساءل الدكتور على الأعور، خبير الشؤون الإسرائيلية: «كيف يمكن إضافة مسار دولة فلسطينية فى ظل استمرار الاستيطان وممارسات الاحتلال فى الضفة الغربية؟»، مرجحاً لـ«المصرى اليوم» أن تبقى الأمور على حالها حتى تتغير الخارطة السياسية فى إسرائيل.
