الزعفران قد يحسن ذاكرة مرضى الزهايمر
يُعرف الزعفران منذ آلاف السنين بلونه الزاهي ورائحته العطرية وفوائده العلاجية، لكنه حديثًا أصبح محل اهتمام الباحثين بسبب إمكاناته في دعم مرضى الزهايمر.
ويعد الزهايمر أحد أكثر الأمراض العصبية تحديًا، إذ تؤثر أدوية مثل دونيبيزيل والميمانتين مؤقتًا على الأعراض دون أن توقف تقدم المرض، مع احتمال ظهور آثار جانبية كالدوخة والغثيان.
هنا يبرز دور الزعفران، الذي تحتوي مركباته النشطة مثل الكروسين والكروسيتين والسافرانال على تأثيرات متعددة على الدماغ، منها تقليل الإجهاد التأكسدي، خفض الالتهاب، منع تراكم بروتينات الأميلويد بيتا وتاو، وتحسين توازن النواقل العصبية، فضلاً عن حماية الخلايا العصبية من التلف.
وتؤكد التجارب السريرية هذه الفوائد، ففي دراسة نشرت على PubMed Central، أظهر المشاركون الذين تناولوا 30 ملغ يوميًا من الزعفران لمدة 16 أسبوعًا تحسنًا ملحوظًا في الوظائف المعرفية مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، دون زيادة ملحوظة في الآثار الجانبية.
كما تشير مراجعات منهجية إلى أن الزعفران يحسن الوظائف المعرفية عند مرضى الزهايمر الخفيف إلى المعتدل، وقد يدعم العلاجات التقليدية في تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي.
ويُعزى هذا التأثير المتعدد إلى تركيبته الكيميائية الفريدة، حيث تعمل مضادات الأكسدة على حماية الدماغ من التلف وتعيق تراكم بروتينات مرض الزهايمر، بينما يمكن لتأثيراته الداعمة للمزاج أن تحسن الأداء المعرفي ونوعية الحياة.
يُذكر أن الزعفران آمن بشكل عام، مع آثار جانبية محدودة حتى عند الاستخدام الطويل، لكن يُنصح باختيار مستخلصات موحدة واستشارة الطبيب قبل البدء بالمكملات، خاصة مع تناول أدوية الزهايمر الحالية.
مع تزايد الأدلة العلمية، يبدو أن الزعفران قد يقدم خيارًا طبيعيًا واعدًا لدعم مرضى الزهايمر، إلى جانب العلاجات الطبية التقليدية، مع احتمال أن يصبح جزءًا أساسيًا من رعاية المرضى مستقبلًا.