فقاعة المضاربة تهوي بالعملات المشفرة.. ما سر السقوط المدوّي لـ"بيتكوين"؟
تحوّل صعود "بيتكوين" التاريخي لانهيار مدوٍّ، بعدما تراجع سعرها من 126 ألف دولار في أكتوبر إلى ما دون 80 ألف دولار مؤخرًا، في سقوط يعكس انتقال العملات المشفرة من صورتها كـ"أصل ثوري" خارج النظام المالي إلى مجرد أداة مضاربية شديدة الحساسية لتحولات الأسواق ونبرة البنوك المركزية.
وبحسب "لو فيغارو"، فإن هذا الهبوط السريع الذي لم يستغرق سوى أسابيع، جاء بعد موجة تفاؤل تبعت انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ إذ حافظت العملة على مستويات فوق 100 ألف دولار قبل أن تفاجئ السوق بهبوط حاد عقب إعلان الرسوم الجمركية.
ومع أن تقلبات "بيتكوين" ليست جديدة، فإن المسار الحالي يعيد للأذهان انهيار 2022 حين هوت قيمتها إلى 15 ألف دولار بعد إفلاس منصة "FTX" للتداول.
ويرى الخبراء أن تعامل الأسواق مع العملات المشفرة كـ"مؤشر شهية مخاطرة" يفسر جانبًا كبيرًا من التراجع؛ فمع تصاعد المخاوف في وول ستريت من فقاعة محتملة في قطاع الذكاء الاصطناعي، اتجه المستثمرون للتخلص من الأصول الأكثر مخاطرة، وهكذا لم تعد "بيتكوين" تلعب دور "البديل النقدي"، بل باتت تتحرك مثل أسهم التكنولوجيا عالية التقلب، تترقب تصريحات الاحتياطي الفدرالي وتذبذبات "ناسداك".
وكشف مراقبون أن الموجة لم تقتصر على "بيتكوين"؛ فـ"الإيثر" فقد 40% من قيمته منذ ذروته في أغسطس، و"سولانا" و"BNB" سجّلتا تراجعات حادة تتراوح بين 30-35%، أما "دوغكوين"، المعروف بتقلباته، فخسر أكثر من نصف قيمته خلال 11 شهرًا، بينما محا "XRP" مكاسبه بالكامل هذا العام، وفي معظم هذه العملات تتكرر الدورة نفسها: ارتفاع صيفي، وذروة في الخريف، ثم هبوط حاد مع حلول الاضطرابات.
ويعتقد الخبراء الماليون أن ما يحدث اليوم، يشير إلى أن الأسواق الضخمة التي ظلت تتغذى على السيولة والمضاربة، تجد نفسها فجأة في مواجهة واقع أكثر صرامة، حيث لا تحميها روايات "الثورة المالية"، بل تجرفها موجة القلق ذاتها التي عصفت بالأسهم الأكثر مخاطرة على منصات وول ستريت.