عاجل
الجمعة 28 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الملاذ الأخير.. لماذا تُعوِّل شركات الشحن العملاقة على سواحل أفريقيا؟

سفينة الشحن Galaxy
سفينة الشحن Galaxy Leader ترافقها قوارب الحوثيين في البحر...

مع انهيار أرباح شركات الشحن العالمية؛ بسبب انخفاض أسعار الشحن والتوترات الجيوسياسية والحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تبدو إفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى، سوقًا جذابة للشركات الكبرى مثل CMA CGM، Maersk، وMSC. 

فبينما سجلت CMA CGM انخفاضًا في أرباحها الصافية بنسبة 72.6% في الربع الثالث من 2025 لتصل إلى 749 مليون دولار، انخفضت أرباح Maersk ثلاثة أضعاف لتصل إلى 1.3 مليار دولار، توفر إفريقيا أسعار شحن مرتفعة تجعل الرحلات التجارية مربحة رغم الأحجام المتواضعة.

أسعار الشحن على الطرق الإفريقية من آسيا أعلى مرتين من الطرق الرئيسة إلى أوروبا أو أمريكا الشمالية، بحسب مجلة "جون أفريك".

على سبيل المثال، تكلفة شحن حاوية بطول 40 قدمًا من الصين إلى لاغوس تصل إلى 5000 دولار، و4500 دولار إلى داكار، و3900 دولار إلى تيما في غانا، مقارنة بأسعار تتراوح بين 2000 و3000 دولار على طرق التجارة التقليدية. 

ويصف بيتر ساند، كبير المحللين في شركة زينيتا النرويجية، هذه الأسعار بأنها "مربحة للغاية لشركات النقل".

سوق ديناميكية رغم محدودية الأحجام

رغم ارتفاع الأسعار، يظل حجم السوق الإفريقية محدودًا، إذ تمثل أقل من 8% من صادرات الحاويات العالمية و3% من الواردات في الربع الثالث من 2025.

ويشير بول توريه، مدير المعهد العالي للاقتصاد البحري، إلى أن السوق ديناميكية لكنها لم تصل بعد إلى حجم يسمح بتحقيق نمو كبير.

تشير الإحصاءات إلى نمو صادرات الصين إلى القارة بنسبة 25% خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، بما يزيد عن 140 مليار دولار، بما يمكّن شركات الشحن من الاستفادة من الطلب على المنتجات الصينية ومواصلة تشغيل سفنها في ظل تراجع التجارة مع الولايات المتحدة؛ بسبب الرسوم الجمركية. 

ويظل الساحل الغربي لإفريقيا مركزًا رئيسًا للنقل البحري الأوروبي، رغم وجود شركات صينية مثل كوسكو، مع استمرار الهيمنة الأوروبية على المنطقة.

تُسهم هذه الديناميكية في نمو اقتصادي قوي متوقع في غرب إفريقيا، مع توقعات لصندوق النقد الدولي بنمو 4.1% في 2025 و4.4% في 2026، مقارنةً بـ3% عالميًا، ما يعزز جاذبية المنطقة لمالكي السفن.

تطوير البنية التحتية وتحسين الربحية

في سياق تعزيز الربحية، تتجه شركات الشحن إلى تطوير نموذج متكامل من "السفينة إلى الشاطئ"؛ فـCMA CGM دخلت شراكة مع AD Ports Group الإماراتية لتشغيل محطة مياه عميقة في بوانت نوار، الكونغو، وأطلقت تحالفًا مع ميناء طنجة المتوسط وشركة مرسى المغرب لتشغيل محطة الناظور بطاقة استيعابية 1.8 مليون حاوية سنويًا اعتبارًا من 2027.

أما MSC، فقد استحوذت على 16 محطة إفريقية خلال شراء أنشطة مجموعة بولوري اللوجستية، بما في ذلك مراكز في لومي وأبيدجان بقيمة 5.7 مليار دولار.

تساهم موانئ المياه العميقة في تحسين ربحية النقل البحري، إذ تسمح للمالكين برسو سفن عملاقة قادرة على حمل بضائع أكثر وخفض تكلفة الحاوية الواحدة. 

ومثال على ذلك، رست سفينة "MSC تركيا" بسعة 24,000 حاوية في ميناء كريبي بالكاميرون، بينما رست سفينة "MSC ديليتا" في لومي قبل شهر، ما يعكس السباق بين الموانئ وشركات الشحن لتعزيز قدراتها واستقطاب السفن الأكبر حجمًا.

رغم بعض الانتكاسات، مثل تعليق MSC لنقل البضائع برًا إلى مالي؛ بسبب نقص الوقود والأوضاع الأمنية، تظل السوق الإفريقية عامل جذب قوي لشركات الشحن الكبرى، مستفيدة من أسعار مرتفعة، وطلب مستدام، وبنية تحتية متطورة تعزز الربحية في منطقة تشهد نموًا اقتصاديًا أسرع من المتوسط العالمي.